أنت المهندس المعماري لحياتك.. بقلم: فاطمة المزروعي

أنت المهندس المعماري لحياتك.. بقلم: فاطمة المزروعي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣

الأغلبية من الناس ترغب في التغيير على مستوى حياتها اليومية، لكن التغيير لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى قوة وإدراك، ولن يحدث تقدم دون فهم ووعي، لذلك لا بد أن تدرك قدراتك حتى تستطيع استخدامها، وأن الله سبحانه قد منحك الكثير من القدرات غير المحدودة التي تستطيع أن تستخدمها، قد تواجهك الكثير من التحديات، لكن لا يمكن أن تنجح بسهولة، فالمصاعب التي تواجهها عبارة عن تحديات يمكنك أن توجهها لتسهيل حياتك.
لقد أثبتت الدراسات التي أجراها العلماء في جامعة هارفارد أن الإنسان يمكنه أن يصاب باستمرار بالاكتئاب إذا لم تواجهه تحديات أثناء عمله، بل إن الصعاب والتحديات هي بوابة النجاح والتميز، انظر من حولك لأغنياء العالم الذين لم يتعبوا في جمع الأموال ولم يجتهدوا في الحصول عليها، سوف تجد أكثر من 90 % منهم يعانون من الاكتئاب، هؤلاء قد يكونون اكتسبوا هذه الثروات عن طريق الميراث ولم يتعبوا في الحصول عليها، وبالتالي لن تجد لديهم أي إنتاج، هناك الكثيرون ممن ينتظرون أن يأتي الحظ ويطرق أبوابهم، لذلك يمكنك أن تساعد نفسك في الحصول على ما ترغب به.
سوف أسوق لكم قصة.. كان هناك طالب اسمه روجر بانستر استطاع أن يكون أول عدّاء يقطع ميلاً في أقل من أربع دقائق، كان بطلاً في الأولمبياد في 100 متر و200 متر و300 متر، وحين كان طالباً قال لزملائه: هل تعرفون أن الإنسان يستطيع أن يجري الميل الواحد في 4 دقائق؟ فنظر بعضهم إلى بعض ساخرين منه وقالوا له: إن الجسم البشري لا يمكن أن يجري الميل في 4 دقائق، ولا العقل البشري يستطيع أن يستوعب ذلك، لكنه لم يضيع وقته في الكلام، لقد انطلق ونجح واستطاع النجاح، وبسبب جرأته وثقته بنفسه استطاع أن يمنح الفرصة لنحو 32 ألف طالب أصبحوا ماهرين في ذلك بسببه، لذلك لا بد أن تعرف قدرتك ونفسك ولا تسمح للناس من حولك أن تضيع قدراتك ولا أن يفرضوا عليك رأيهم، يمكن في الحياة التي تعيشها أن تكتشف قدراتك وأن تكون لك بصماتك الخاصة، بطريقتك وقدراتك وأحلامك وخططك، فكل حقائق الاختراعات التي وجدت في العالم كانت بدايتها حلماً، وبعد ذلك بدأ العمل فيها، حتى دخلت في حيز التفكير والنجاح في ذلك، منها اختراع الطائرة وجميع الآلات الإلكترونية والهاتف المحمول، وغيرها.
لذلك لا تضيع وقتك بين اللوم والكلام والمقارنة، كلها كلمات قد تقف أمام إبداعاتنا ونجاحاتنا، بل كن أنت المهندس المعماري لحياتك، وعليك أن تسعى للنجاح والتغيير، يقول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، لذلك حاول أن ترتب أولوياتك وأفكارك، وتحمّل المسؤولية، وكن على أهبة الاستعداد، وتدرّب على كيفية تحقيق أحلامك وأهدافك.
 لا تسمح لأحد أن ينتزع منك أحلامك، ولا تجعل الناس تؤثر فيك بالسلب والإحباط. الفيلسوف هوميروس يقول: «على الإنسان الاجتهاد والكفاح كي يهبه الخالق التيسير والنجاح»، لذلك ضع نفسك في حيز الفعل، وضع نفسك في حيز المجهود، و«من جد وجد»، وحاول التعرف إلى الجوانب المشرقة والجميلة والمميزة في شخصيتك وميولك وهواياتك.
لماذا لا نحاول التعرف إلى قدراتنا الحقيقية، ونعزز روح الإيجابية فينا؟ أتوقع يمكننا أن نبني مستقبلنا بقدراتنا ورؤيتنا الواضحة. أنت المهندس الوحيد في حياتك الذي يستطيع أن يبني حياته ومستقبله بجهده واجتهاده ووضوح أهدافه وترتيب أولوياته وتركيزه على تحقيق أحلامه وأمنياته، يقول ستيف جوبز: «نحن هنا لكي نضع بصمتنا في هذا الكون وإلا ما فائدة مجيئنا إليه؟».