«Home Operation»… أول فيلم صيني يصوّر في سورية … أخبار وآراء متضاربة ترافق الإعلان عن تصوير أول فيلم صيني في سورية

«Home Operation»… أول فيلم صيني يصوّر في سورية … أخبار وآراء متضاربة ترافق الإعلان عن تصوير أول فيلم صيني في سورية

سينما

الثلاثاء، ١٩ يوليو ٢٠٢٢

مايا سلامي
ضجة كبيرة رافقت الإعلان عن انطلاق تصوير أول فيلم صيني في سورية فما إن نشر الخبر حتى سارعت لنقله أعداد هائلة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الشارع السوري وخلق جملة من الآراء المتضاربة.
حيث انطلقت شركة Art Maker Production لتنفيذ فيلم صيني يحمل اسم Home Operation من إنتاج جاكي شان وإخراج الصيني inxi song واختارت الشركة منطقة الحجر الأسود في دمشق لتصوير مشاهد العمل الذي تتحدث قصته عن إجلاء الحكومة الصينية لـ600 شخص من الرعايا الصينيين و200 شخص من رعايا الدول الأخرى من إحدى دول الشرق الأوسط أثناء اندلاع حرب أهلية في تلك البلاد وإيصالهم إلى بر الأمان.
شائعات كثيرة
لم تكتف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بتناقل الخبر وحسب بل عمدت إلى خلق وترويج الكثير من الشائعات والأخبار المغلوطة حيال هذا الموضوع بهدف الحصول على أعلى نسبة من التفاعلات أو لإثارة سخرية المتابعين السوريين. والشائعة الأبرز التي حصدت الكثير من الأصداء الإيجابية ولاقت رواجاً واسعاً في الأوساط المحلية هي خبر تواجد الممثل الصيني الشهير جاكي شان في دمشق وأنه بطل هذا الفيلم وهو من زار منطقة الحجر الأسود واختارها لتصوير فيلمه، ولكن حقيقة هذا الأمر تكمن في أن الفيلم من إنتاجه فقط وليس بطولته وبالتالي هو لن يكون موجوداً في سورية. وما أثار سخرية عارمة في الشارع السوري هي شائعة مفادها مشاركة بعض النجوم السوريين في العمل ومن بين الأسماء المرشحة نسرين طافش لتهب موجة من التعليقات السلبية واللاذعة. أما الخبر الأخير والذي كان أيضاً عارياً من الصحة هو تحديد قصة الفيلم في دولة اليمن حيث لم تنشر الشركة المنتجة أي شيء يشير إلى بلد بعينه وأعلنت فقط أن أحداث الفيلم تجري في إحدى دول الشرق الأوسط دون تحديد.
حب وسلام
ولكثرة تلك الأقاويل والأخبار المغلوطة زارت «الوطن» موقع التصوير والتقت بالمخرج Yinxi Song الذي أعرب عن سعادته لوجوده في سورية وتصوير أول فيلم من إخراجه في هذا البلد الصديق.
وعن الأسباب التي دفعتهم لاختيار سورية أوضح أنه: «نظراً للقدرات والمهارات الفنية المتوافرة في هذا البلد حيث يوجد فنيون على كفاءة عالية وقلوبهم قوية لمثل هذه الأعمال الصعبة، إضافة إلى جودة الطقس في سورية وهناك أيضاً عدة خيارات لأماكن يمكن فيها تصوير المشاهد المطلوبة للفيلم، كما أن السوريين شعب صديق ومتعاون لذلك أتيت إلى سورية وهذا أول فيلم صيني يصور فيها».
وأكد على أنه شعر بصدمة كبيرة عند رؤية الأبنية المحطمة وكم الدمار الذي حل بهذا البلد الجميل، معرباً عن تمنياته بالسلام والمحبة للجميع في سورية ليعيشوا حياة كريمة في حب وسلام.
وحول الفكرة التي سيحملها الفيلم، قال: «هذا الفيلم للسلام والحب وليس فيلماً عن الحرب خلافاً لما تشاهدونه الآن سيحتوي على القليل من مشاهد الحرب ولكن لن تكون هي فكرته الرئيسة والمحورية».
وأضاف: «من خلال هذا الفيلم سنظهر الدور الحاسم للدبلوماسيين الصينيين في إخراج الرعايا المدنيين، ونظهر حب الوطن وفخر الصينيين بوطنهم والجهود المبذولة في زمن الحرب من أجل العودة إلى عالم يسوده السلام».
وتابع: «كما ستدور قصة الفيلم حول قدرة الدولة الشيوعية الصينية على إخراج جميع الصينيين دون خسائر أو أضرار وأنها في الحقيقة ساعدت عشرات الدول على تحرير مواطنيها».
وعن إمكانية إخراجه لفيلم يوثق الأحداث السورية وبمشاركة فنانين سوريين بيّن أنه: «حسب القصة إن كانت تتحدث عن السلام والمحبة وليس فقط عن الحرب والدمار، وأنا أعرف أن النجوم السوريين مشهورون جداً في الشرق الأوسط والمنطقة العربية ولا مانع لدي في أن يشاركوا في أفلامي كما أنني أريد أن يعرض عدة نجوم من الشرق الأوسط في الصين وقد شاهدت صور العديد من الممثلين السوريين ولكن لا أستطيع تذكر أسمائهم».
وجهات نظر متناقضة
أخبار هذا الفيلم وكل ما ينشر حوله باتت اليوم قضية جدلية في الشارع السوري قسمت الآراء وخلقت حولها الكثير من وجهات النظر المتناقضة حيث اعتبره البعض بداية جميلة وموفقة لعودة الأنشطة الثقافية والفنية إلى سورية وأن هذا الفيلم يعد بشرة خير لندخل الصناعة السينمائية العالمية. في حين عبر البعض الآخر عن غضبه وسخطه الشديدين لتحويل أماكن حملت كل أشكال الحزن والدمار إلى مواقع تصويرية لأفلام توثق بطولات الآخرين معربين عن سخطهم الشديد من تحول أماكن الحرب في سورية إلى استديوهات مجانية تجذب المنتجين الغربيين لكونها وفرت عليهم تشييد مدن سينمائية جديدة.