هموم السينما السورية في ندوة حوارية باللاذقية

هموم السينما السورية في ندوة حوارية باللاذقية

سينما

الخميس، ٢٦ فبراير ٢٠١٥

أكد الكاتب والسيناريست حسن م. يوسف خلال ندوة حوارية عقدت اليوم مع مجموعة من المشاركين في مسابقة مهرجان خطوات الدولي للافلام السينمائية أن السينما هي “حلم جماعي” ينطلق ضمن فضاء الصالة “لتعبر أرواح المشاهدين” ففيها يتألق الفن ويرتفع سقف التعبير لأعلى مستوى ممكن.

ولفت يوسف خلال الندوة التي أقيمت في المسرح القومي باللاذقية إلى أن المخرج هو الضمانة الحقيقية لأي عمل سينمائي وقدم مجموعة من النصائح للمبتدئين في طريق كتابة السيناريو كأن يشعر الكاتب أثناء إعداد النص أنه أهم من أي كاتب مع تهيئه نفسه “لخيبات محتملة” بعد إنجاز العمل “لأن الاعجاب بالذات يعتبر أمرا خطيرا يفوق كارثة عدم القراءة التي تعد نقطة ضعف لكل كاتب سيناريو مبتدئ” وألا يتذكر الكاميرا نهائيا في عمله ويلجا بدلا عنها للأسلوب الأدبي في توصيف المشاهد لأن الكاميرا من وظائف المخرج الذي يصبح الأمر برمته ملكا له بعد انتهاء دور الكاتب.

2

الدراسة الأكاديمية كانت نقطة حوار دارت بين الكاتب يوسف والحضور فمن وجهة نظره الموهبة هي الأساس رقم واحد في كل شيء لتاتي الدراسة بعدها لتضيف أصفارا على هذا الرقم ليصبح له وزنه دون نسيان الدراسة والقراءة ومحادثة الناس التي تقوي أدوات الكاتب مع التأكيد على أن الأكاديميات لا يمكن أن تعلم أصول كتابة السيناريو بالمعنى الحقيقي للكلمة لكن يمكن أن تلقنهم علوما متعلقة بأصول بناء الشخصية والتوحيد بين الواقع الفني والموضوعي والفرق بين الحوار والمحادثة التي “تعد إحدى نقاط الضعف التي تعاني منها العديد من الأعمال الدرامية السورية” فالكتابة ليست حرفة والمهم لكل مبدع أن يكسر القواعد أسوة بكتاب كبار فعلوا الأمر ذاته منوها بأن الكتابة المرئية لها خصوصية معينة تركز على التفكير بالعين وليس بالأذن.

من جهته استعرض المخرج جود سعيد تجربته السينمائية التي يعتبر أنها ما زالت في بدايتها والتي تضم فيلمين طويلين هما “بانتظار الخريف ومطر حمص” إلى جانب أفلام قصيرة أخرى لافتا إلى أن المخرج يجب أن تكون لديه شجاعة بالتعاطي فنيا مع المادة وأقل التصاقا بالورق ليس كنص وإنما كبنية فنية مضيفا إن “القطاع الخاص في سورية لم يع بعد أهمية الاستثمار بالثقافة نظرا لأن القائمين عليه ما زالوا يبحثون عن الربح السريع” لكن المراهنة على وجود المؤسسة العامة للسينما مستمر كونها تبذل أقصى ما تستطيع للحفاظ على السينما السورية رغم “تواضع الامكانات المادية” فالسينما ليست ترفا مضافا للمجتمع وكل من دعمها في السنتين الأخيرتين يستحق تحية كبيرة.

وأضاف يجب أن يعلم الشباب المنخرط حديثا في العمل السينمائي أن صناعة السينما عمل متكامل لا يمكن اجتزاء شيء منه فكتابة السيناريو ليست حكاية أو خواطر أو تداعيات نفسية بل هي عملية معقدة تقدم اقتراحا بصريا أوليا لبناء الشخصيات فاستسهال موضوع الكتابة من المشاكل التي يقع بها الشباب بشكل كبير لذلك لا بد من قراءة أمهات الكتب الخاصة بهذا الموضوع وهي متوافرة بترجمة عربية إضافة إلى الاطلاع على أكبر عدد ممكن من السيناريوهات المكتوبة.

وعن تجربة خطوات ومشروع دعم سينما الشباب التابع للمؤسسة العامة للسينما أوضح المخرج سعيد أن هذه المجالات تشبه التجارب الأولى التي يخطوها جميع المخرجين الكبار في بداية طريقهم الفني مشيرا إلى أن تجربة مشروع دعم سينما الشباب تعد أيضا من التجارب الرائدة التي أتاحت المجال لمواهب شبابية كثيرة كي تجد فرصة حقيقية في هذا الميدان الفني.