بشير زهدي.. الرسم بين الفلسفة والجمال

بشير زهدي.. الرسم بين الفلسفة والجمال

ثقافة

الأحد، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

ريم الحمش 
ما يميز الفنان بشير زهدي أنّه ينتمي إلى جيل الرواد الذين أخذوا على عاتقهم تأسيس فن سوري، كفعل حضاري تتوارثه الأجيال, يعد الأكثر إخلاصاً للخصوصية السورية.. شخصية دمشقية هامة حققت حضوراً على الساحة العربية والعالمية واخترقت حضارات في التاريخ والجمال، فهو الباحث التاريخي الذي استطاع أن يترك بصمات واضحة في عالم الثقافة والفن، قضى حياته في ردهات البحث الجاد للكشف عن وجوه التراث المتألقة والمشرقة وحفظ التراث والفن, تجسدت فيه قيم الصدق والوفاء والغيرية وروح العطاء المتوقدة في الأعماق إرادةً وحماساً وطموحاً.
يعد الفنان زهدي الذي سار في دروب الإبداع باحثاً عن ذاته وهويته، مجرباً وباحثاً يمارس الرسم بهدف الوصول إلى صيغة ذات خصوصية وأسلوب، ويعد أيضاً أحد أفراد جيل تحمل عبء ترسيخ مفاهيم علاقة الفن بالناس، فهو يؤمن أنّ الفن لغة راقية يعبر من خلالها الإنسان الذي هو زينة الوجود عن مشاعره وأحاسيسه وأفكاره, ويفتح الأبصار لنتأمل في جمال الحياة, كما أنّ الفن يؤكد رسالتنا الإنسانية والأخلاقية بتهذيب الأذواق ويشدد على القيم والمثل الفاضلة, ويستطيع إثارة الفرحة الداخلية فينا, ويرى أنّ الإنسان يحتاج إلى الفن لذلك تبدو رسوماته في أحيان كثيرة بمثابة وثائق حقيقية ذات قيمة تاريخية فنية وجمالية توصلنا إلى اكتشاف فرحة الإنسان عبر طموحاته وأحلامه الذهبية قام فناننا بتوثيقها على مسطحات لوحاته نشتم فيها رائحة من نوع ما، ذات عبق خاص، ربما عبق تاريخي ممزوج بتراب الحس الشعبي، ورطوبة البحر، وصهد الشمس، تشعر المتلقي بالراحة والطمأنينة.
الفن العربي الإسلامي
نجد في لوحات الفنان طابعاً كتابياً حيث تتميز الكتابة العربية بمظهرها الزخرفي ومقوماتها وجماليتها الخاصة والتشكيلية لأنّ الفن العربي /الأرابيسك/ هو أحد الفنون الأكثر جاذبية وأوسعها انتشاراً وأطولها عمراً وأكثرها إنتاجاً، وصلة بحياة الإنسان، وإنّ الأسس الدينية والذهنية للفن الإسلامي معنية بإعطائه ميلاً طبيعياً نحو التكرار والنماذج الممتدة بلا حدود، وقد عبّر عنها الفنان بوحدات زخرفية تتكرر إلى مالا نهاية، حيث راعى فيها التجانس بين الخطوط، ومعمارية التكوين الراسخ المتميز بالرصانة والاستقرار، وتوزيع العناصر بدقة واتزان، والاهتمام بحيوية الحركة والهيكل الخارجي للأشكال، كما لوحظ الاهتمام بالمساحات التي تملؤها المشخصات والعناصر بطريقة روعي فيها التماثل.
الخط العربي
يؤكد الفنان زهدي أنّ الخط العربي مر بتطور كبير من أوغاريت رأس الشمرا حتى وصلنا إلى الخط العربي وهناك مؤلفون مختصون بتاريخ الكتابة كجون فبرييه ذكر في كتبه كل كتابات العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ومن دون استثناء واعتمد بدراسته للخط العربي على الخط السرياني الذي خرج منه الخط الكوفي والخط العربي فهو يتغنى بجمالية الخط العربي والحرف العربي ويقول إنّه من الحروف التي لديها طاقات من حيث الامتداد شمالاً وجنوباً ليس هناك حرف آخر يمكن أن يشابهه.
الباحث بشير زهدي من مواليد دمشق1927, عمل في التعليم عدة سنوات, تخرج في كلية الحقوق وأوفد إلى فرنسا للتخصص في علوم الآثار والمتاحف وعلم الجمال 1951, نال شهادة ليسانس الآداب من السوربون1954, عام 1955 نال شهادة دبلوم معهد اللوفر وكان موضوعه بناء وتنظيم المدن السورية في العصرين الهلنستي والروماني, يعّد من رواد أساتذة التاريخ والآثار وعلم المتاحف وعلم الجمال, عمل بعد عودته إلى سورية بأمانة متحف الآثار الكلاسيكية, في عام 1981عيّن مديراً للمتحف الوطني بدمشق, عمل في التدريس بكلية الآداب والهندسة والفنون بجامعة دمشق، عمل على تنظيم مجموعات المتحف بشكل علمي وفني ودوّن ذلك في دراسات علمية موثقة ومقارنة, شارك في أكثر من 15 مؤتمراً دولياً عن الآثار والمتاحف, له العديد من المقالات في صحف محلية وعربية في المعلوماتية والموسيقا والفن بأنواعه وفي علم الجمال والاجتماع والرياضة, يبلغ عدد دراساته 150 دراسة علمية نشرت في عدد من الدوريات المتخصصة في أقطار عديدة, نشرت محاضراته في مؤتمرات تاريخ الزجاج بمجلة حوليات الجمعية لتاريخ الزجاج بمدينة لييج البلجيكية باللغة الفرنسية, نشرت العديد من دراساته في الموسوعة العربية بدمشق, عام 1999 منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى, منح وسام الجمهورية الفرنسية بدرجة ضابط أوفيسيه, ومن أهم مؤلفاته كتاب المتاحف والإمبراطور فيليب العربي, وعلم الجمال والنقد, فلسفة الجمال, علم الجمال والنقد, علم الفن, معلولا, الرصافة لؤلؤة بادية الشام، دمشق وأهميتها المعمارية والعمرانية عبر العصور, الفن السوري في العصر الهلنستي والروماني, دليل المتحف الوطني بدمشق, كيش دور في المتحف الوطني بدمشق, زجاج الموزاييك الملفبوري في المتحف الوطني، له أربعة عشر مؤلَّفاً في علم الجمال والنقد، وفلسفة الجمال وعلم الفن، له ثلاثة معارض تشكيلية في المركز الثقافي الفرنسي، واثنان في المركز الثقافي الإسباني.
عالمي ...
طرح تمثال النحات السويسري البرتو جياكوميتي
في مزاد علني بنيويورك
طرح في مزاد الخريف لصالة سوثبي للمزادات في نيويورك، التمثال البرونزي للنحات السويسري البرتو جياكوميتي، الذي ولد في 1901 وتوفي 1960 واستقر في باريس منذ 1930، والذي يقدر ثمنه بحوالي 100مليون دولار أي حوالي 80 مليون يورو ما يجعله نجم مزاد سوثبي, وهذا التمثال الذي أطلق اسم شاريو، تم نحته في 1950، وهو لآلهة خيطية الشكل التي تقف على مركبة رومانية ذات العجلات الكبرى, والتمثال أحد التمثالين اللذين يرجعان إلى أشخاص، والسعر المفروض يقارن بالرقم القياسي السابق للنحات الذي بيع له تمثال الرجل يمشي في 2010 بمبلغ قدره 104.3 ملايين دولار لدى صالة سوثبي في لندن.