عبير اسبر تشكيلية أتت من عالم الآثار لتجعل من ريشتها أداة لتقديس الأنثى

عبير اسبر تشكيلية أتت من عالم الآثار لتجعل من ريشتها أداة لتقديس الأنثى

ثقافة

السبت، ٢٥ مارس ٢٠١٧

 
 

دراستها للآثار كانت بداية طريق الفنانة التشكيلية عبير اسبر إلى احتراف الرسم عبر التخصص في رسم الاثار واكتشاف ما فيها من جمال إضافة إلى تغربها سنوات في أمريكا اللاتينية واطلاعها ودراستها للفن هناك ما أعطى لوحتها مزيدا من الغنى والفرادة مع تركيزها الدائم على الأنثى في كل ما ترسم.

تقول اسبر في حديث لـ سانا عن بدايتها مع اللوحة “اكتشفت وانا صغيرة أن حواسي الخمس تعمل كمقبرة تدفن فيها الاحاسيس والمشاعر والمشاهد المؤثرة فتقوم حاستي السادسة بفعل قيامة جديدة لأسلوب فني يولد الدهشة والصدمة لدى المتلقي فأنا ولدت فنانة بالفطرة واستهوتني متعة الخلق”.

وتجد اسبر في جسد المرأة مادة مفضلة في اللوحة التشكيلية إلى درجة جعلت من ريشتها أداة لتقديس الأنثى على حد تعبيرها وتبيان مدى عظمة دورها لرفع سوية انسانية البشرية عبر التاريخ.

وتؤكد اسبر أن الفنانة التشكيلية السورية حجزت مكانة لها بين فنانات الوطن العربي والعالم وأن هذه الفنانة لها القدرة على التأثير بالفن العربي والعالمي معربة عن شعورها بالفخر لانتشار أعمالها في أرجاء العالم لدى المغتربين السوريين.

وردا على سؤال حول الأسلوب الذي على الفنان التشكيلي اتباعه ترى اسبر أن الموهبة هي مشعل الروح لدى الفنان مع قدرته على امتلاك أدواته حيث لكل فنان اسلوب يميزه مشيرة إلى أن رواد الفن في العالم كان لكل منهم ما يميزه كالإغراق في الواقعية لدى مايكل انجلو والانطباعية عند فان كوخ والتكعيبية في أعمال بيكاسو.

وحول الأسلوب المفضل في الرسم لديها تبين اسبر أنها تمتلك مع كل عمل الصدق في التعبير عن القضية المطروحة لأن الصدق هو أعلى قيم العمل الفني وهناك مركبات رمزية تأخذها من الواقع مباشرة لتحولها إلى لغة رمزية كما تطرح في أعمالها قضايا نقدية من “العنف والانكسار والحرية والقيود والمعمودية” ومتناقضات أخرى مختلفة تحدث في مجتمعنا.

وعما إذا كانت ذاتها الكامنة هي التي ترسم اللوحة أم اللوحة نفسها تقول “قدرتي على محاكاة الواقع والتغلب عليه زاد من قوة الابداع وأضاء عقلي وذاتي الكامنة وجعل من ممارسة الخلق أسلوب حياة اقوم من خلاله بكسر السطح الابيض مشكلة فضاء للعمل”.

ولا تنفصل المرأة عن الوطن في أعمال اسبر فالمرأة حسب تعبيرها تعيش آلام المخاض لتعطي الحياة من رحمها والوطن يحمل آلام مخاض عسير في زمن الظلام والظلاميين ليعطي الحياة لأبنائه لافتة إلى أن أعمالها تحمل اسقاطا واضحا لآلام الوطن على جسد المرأة.

وحول الدور المطلوب من الفنان في مرحلة الحرب على سورية تقول اسبر “الفنانون مشاعل فكر وحياة ونور في زمن التكفير والظلام وأهم دور يعطيه المفكر والفنان والمبدع في زمن الحرب والدم محاربة جحيم الفتنة واعداء الحياة والفرح والنهوض بالمستقبل زارعين الأمل بالقلوب المليئة حزنا”.

يشار الى أنه للفنانة عبير اسبر خمسة وثلاثون معرضا فرديا وجماعيا في مختلف المحافظات إضافة لمعارض في البرازيل وبريطانيا وألمانيا كما حازت المركز الأول ضمن معرض فنانات من سورية وأعمالها مقتناة داخل وخارج سورية ضمن مجموعات خاصة.