عبد الفتاح قلعه جي كاتب سوري من حلب يفوز بجائزة الدولة التقديرية لعام 2015

عبد الفتاح قلعه جي كاتب سوري من حلب يفوز بجائزة الدولة التقديرية لعام 2015

ثقافة

الثلاثاء، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥

نبوغ أسعد
كل منا يحمل في داخله رسالة تؤدي غايتها ووظيفتها خلا مسيرة حياتنا على امتداد التاريخ والزمان, وتبقى هذه الرسالة , هي بمنزلة البصمة على هوية الشخص ولن تتغير مهما تغير الزمن.
فالفن بكل أشكاله يجب أن يصل إلى مكامن النفس البشرية والمسرح هو أفضل ما يقدمه الفنان المبدع بكل تفاصيله الدقيقة وإيصال الفكرة والموضوع بشكل مبسط ودقيق.
الفنان والكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي من أهم كتابنا المسرحيين فكتب الفن التجريبي والرواية وقصص الأطفال وقدم الكثير من أعماله على المستويين العربي والعالمي.
بدأ مسيرته المسرحية مع فرقة المسرح الشعبي في بداية التسعينيات وكان آنذاك مديراً لفرقة المسرح الشعبي وقد قدم من خلاله العديد من الأعمال التي ألفها هو مثل.. الفصل الثالث.. وصرخةٌ من الشريان المبتور..دماغ الأسود وهي من إخراج أحمد سيف.. كتب مسرحيات واقعية من الحياة ورومانسية متعددة ثم بدأ يكتب في فن المسرح التجريبي أو ما يسمى المسرح الطليعي حيث وجد نفسه في هذا المجال ,فقدم ثلاث صرخات وقد اعتبر بأن هذه الأعمال التجريبية لا تموت في الذواكر وتصلح في أي زمان ومكان كما قدم مسرحيته الشهيرة (طفلٌ زائد عن الحاجة) في فترة السبعينيات وقد أعيد تقديمها في عام2010وقدمت في الأردن فنال عليها الجائزة الأولى للمسرح.. اختيرت في مهرجان عامون المسرحي للشباب.. كما كانت افتتاحيةً لمهرجان عمان العربي المسرحي الكبير إضافةً إلى ما قدمه من مواضيع اجتماعية وقومية تخدم المصالح العامة وكتب عن الحب, والصراع بين الخير والشر, والغدر, وأما المسرحيات المنسية التي قال عنها فقد عرضت لمرة أو مرتين ثم بدأت تندثر, وقد زين كتاباته التجريبية بنوعيه التاريخي والشعبي, أي ما يخص التراث قاصداً أن تكون مسرحياته شعبية بمضمون تجريبي.. فكتب مدينةٌ من قش والعرس الحلبي والملوك يصبون القهوة.. إن أغلب مسرحياته كانت تنبؤية أو إرهاصية فالكاتب الحقيقي يرصد الحدث بناءً على ما يراه من الوضع العام أي يأتيه الحدث برؤية إبداعية من دون أن يركض وراءه.
قال عنه أحد النقاد: إنه أول من تنبأ بسقوط عاصمة عربية كما ظهر في مسرحيته صناعة الأعداد.. وتنبأ بضربة جنوب لبنان مشيراً إلى ذلك في مسرحية الملوك يصبون القهوة.. وهذا ما حدث بالفعل.
استطاع الفنان عبد الفتاح قلعه جي أن يقدم نماذج لشخصيات تاريخية ولكن بأسلوبه المعكوس وفي تجاربه للتراث الشعبي قدم مسرحية العرس الحلبي وأدخل فيها الكثير من الهناهين التراثية وكما قدم القلعه جي بعضاً من الأعمال التراثية والصوفية مثال ذلك مسرحية (سيد الموقف والنسيم) التي تتحدث عن جلال الدين الرومي وهي من إخراج كميل أبو صعب فكرة المسرحية هي عبارة عن كيفية إعدام قادة الفكر التنويري.
كما كتب الفنان المسرحي عبد الفتاح قلعه جي خمسةً وأربعينَ نصاً مسرحياً قدم معظمها على خشبات المسرح السوري والعربي عامةً.. فمسرحية باب الفرج قدمت في مهرجان وجدة في المغرب ونالت الجائزة الأولى كما قدمت مسرحية اللحاد في عمان وفي شمال العراق وأما فانتازيا الجنون فقُدمت في مهرجان المسرح التجريبي وكانت هي آخر أعماله وهي ليلة الحجاج الأخيرة وصدرت في العام الماضي, ومسرحية الفصل الأخير.
كما نال الفنان عبد الفتاح قلعه جي جائزة الإبداع المسرحي الموصوفة بالمرسوم رقم 11 لعام 2012.
تعد هذه الجائزة بمثابة الإنصاف للأدباء الذين أفنوا حياتهم في الإبداع والعمل الفني المتميز.
عبد الفتاح قلعه جي فنان سوري من مواليد حلب الشهباء ولد عام 1938تخرج في مدارسها وجامعاتها وشرب من ماء أصالتها، له من الكتب المطبوعة في الفكر والمسرح وتراجم الأعمال 35 كتاباً وله في مجال الرواية واحدةٌ بعنوان معراج الطير الحبيس التي حققت إنجازاً مهماً في عالم الرواية.. له باعٌ طويل في قصص الأطفال.. كتب لهم مواضيع مهمة وتربوية هادفة وكتب عن الموسيقار المشهور أحمد الإبري والسهروردي ورائد المسرح أبو خليل القباني.
شارك القلعه جي في العديد من المهرجانات الفكرية والمسرحية في سورية والوطن العربي وإيران بصفته باحثاً وحكماً..من أهم كتبه المطبوعة علم الجمال الإسلامي ورواية معراج الطير الحبيس, له العديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية منها: جسر البيت, ليلى الأخيلية والصعاليك. وهكذا استطاع الفنان عبد الفتاح قلعه جي أن يتنقل بين مسارح الحياة حاملاً على كاهله إبداعاته الجميلة وفنه الأصيل الذي لا يفنى.
منح أخيراً جائزة الدولة التقديرية لعام 2015 عن مجمل أعماله لتكون سورية في مقدمة من قدره وعرف مكانته.