ولادة قيصريّة تزعج «فايسبوك» وتُلهمه

ولادة قيصريّة تزعج «فايسبوك» وتُلهمه

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢١ أغسطس ٢٠١٥

استعاد مستخدمو «فايسبوك» حول العالم النقاش القديم/ الجديد، حول ما يصنّف في خانة «العري غير اللائق» على الموقع. خلال اليومين الماضيين، انتشرت صورة لرضيع حديث الولادة، يتكوّر على فخذي أمّه، على بعد سنتيمترات أسفل جرح ولادة قيصرية غير مندمل. التقطت المصوّرة البريطانيّة هيلين أولر (29 عاماً) الصورة بعد الولادة بثلاثة أيّام، ويظهر الطفل مغمض العينين، في وضعيّة تشبه وضعيّة الجنين داخل الرحم، وقدماه الصغيرتان مكوّرتان أمام بطنه. يده نصف ممدودة على فخذ الأم التي لا نرى منها إلا حوضها، مع الجرح الناتج عن الجراحة. تعاملت المصوّرة مع الجرح كمادة بصرية لتجاوز الخوف، وإظهار أثر الإنجاب على جسد المرأة، وما يتركه من أثر، من دون تحسينات تزيينية أو تعديل.
تقيم أولر في جزيرة غيرنزي الواقعة بين فرنسا وبريطانيا، والتابعة للتاج الملكي البريطاني. على صفحتها الرسمية على «فايسبوك» (حيث تسمّي نفسها «هيلين كارمينا»)، نشرت أولر الصورة في 11 آب الحالي، لتحظى بحوالي 12 مليون مشاهدة، وأكثر من 227 ألف إعجاب، ونحو 65 ألف مشاركة. أرفقت المصوّرة لقطتها بالتعليق التالي: «صوّرت حمل هذه الأم قبل أسابيع، وأخبرتني أنّها خائفة من الخضوع لجراحة قيصريّة. قبل أيّام، حان موعد ولادتها، وخَسِرَت الكثير من الدماء، ما جعلها تخضع لقيصريّة. دعتني لتصوير هذه اللقطة الخاصة، لأنّ ما كان يخيفها في السابق، كان السبب في إنقاذ حياتها وحياة ابنها».
اللقطة الصريحة، مطابقة للطبيعة، وفيها تكثيف غير تقليدي لفكرة الإنجاب والأمومة والتضحية والحب. أثارت الصورة جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رآها «جميلة.. إنّها حياة»، وبين من وجد فيها «إهانة». ورد في أحد التعليقات عليها: «هذه الصورة تعتبر إهانة للناس، ومثيرة للاشمئزاز». بعض مستخدمي «فايسبوك» قادوا حملة تبليغ لحذف الصورة «لأنّها فاضحة جنسياً»، لكنّ الموقع لم يُزِلها كما يفعل عادةً في حالة بعض اللوحات الفنية أو الصور العارية.
تعمل أولر في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ سبع سنوات، وهي أم لطفلين وحامل بمولودها الثالث حاليَّاً. وقبل أيّام حدّثت المنشور الخاص بالصورة على صفحتها، وقالت: «لم أتوقع أن تنتشر الصورة بهذه السرعة. أتفهم وجهة نظر كلّ شخص. كل ما أتمناه ألا تكون التعليقات على الصورة وقحة أو جارحة وأن تبقى في إطار الاحترام».
بعض المواقع الإخباريّة نقلت عن الأب/ الزوج فخره بالصورة، ودعمه الكامل لزوجته. في حين قالت الأم إنّ الصورة كانت محاولة منها لمواجهة الخوف. وانتقد بعض المعلّقين وضع الرضيع على جنبي الأم، وأوضحت المصوّرة أنّه لم يكن بالإمكان وضعه على بطنها، لأنّ الجرح كان يمكن أن يفتح من جديد. تؤكد أولر بأن الصورة تركز على العاطفة، ولأن صاحبتها مجهولة، فبإمكان أي أمّ خاضت تجربة الولادة القيصريّة، أن تلتقط صورة مماثلة.
وقالت إحدى المعلّقات على الصورة: «ولدتُ طفلي بعمليَّة قيصريَّة، وأتمنّى لو أخذتُ صورة مماثلة. لا أفهم ما الذي يجعلها مهينة؟ كان كابوساً بالنسبة لي أن أنهي حملي بعملية قيصريّة، لذلك أثّرت الصورة بي بشكل كبير، خصوصاً أنّي أمضيت 12 ساعة في غرفة الولادة». وقالت أخرى: «هذه الأم يجب أن تكون فخورة. وضعتُ طفلي بعملية قيصرية طارئة، والصورة أعادتني إلى تلك الذكرى». وسألت إحداهنّ: «من هذا الذي أبلغ عن الصورة؟ هل بعض الناس لا يعون من أين يأتي الأطفال». تقول أولر في ردّها على التعليقات: «لا تشعري بالخجل على الإطلاق. مهما كانت الطريقة التي أتى بها طفلك إلى هذا العالم، فأنت تحملينه وتجعلينه يكبر. حان الوقت لنتوقّف عن مقارعة أنفسنا والآخرين حول طريقة الولادة الأمثل، وإن كان يجب اعتماد الرضاعة طبيعية أم من الزجاجة. سيكون العالم مكاناً أفضل لو قبلنا الاختلافات بدلاً من استخدامها كأسلحة».