الإنسان بشار الأسد.. و السفّاح أردوغان

الإنسان بشار الأسد.. و السفّاح أردوغان

تحليل وآراء

الخميس، ٧ مايو ٢٠١٥

يونس أحمد الناصر

كما عادته في كل المناسبات الوطنية الجامعة يظهر اليوم السيد الرئيس بشار الأسد أمام مدارس أبناء و بنات الشهداء أمام حشد كبير من أبناء الشهداء و ذويهم و عدد كبير من الأخوة المواطنين.

ظهر الأسد اليوم تظله السماء و تحيط به القلوب المُحبة للوطن و الجيش و القائد, ظهر الأسد متحدياً دول عالمية كبيرة خططت لعدم ظهوره و فضائيات بثت آلاف الساعات لهزيمته و آلاف المرتزقة الجهاديين المخدرين بالجنس و المال للاقتراب من عرينه .

السيد الرئيس بشار الأسد بظهوره اليوم أمام الجمهور يحقق انتصاراً جديداً على كل محطات سفك الدم السوري و نعيق غربانها و يسحق آلاف ساعات بثهم المسموم و الأهم بأنه يسحق كل تهديدات المتآمرين و ينسف خططهم لاستهداف دمشق .

نعم , بشجاعة الشجعان و بطولة الأبطال , كما نعرفه نحن و يجهله الآخرون , يظهر السيد الرئيس في مكان عام و أمام جمهور أبناء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن سورية , و يعلن استعداد السوريين للسير على خطى الشهداء , معززاً قيم الكرامة و البطولة و الشهادة و الفداء , و يبث الاطمئنان بنفوس أبناء شعبه و يعدهم بالنصر الأكيد على جيوش الظلام , و بأن تبقى سورية موطناً للنور , يعِدهُم بالصمود حتى تحقيق النصر .

السيد الرئيس بشار الأسد بظهوره العلني المعتاد يقول لشعبه : لا تخشوا شيئا , فأخوتكم الجنود , يدهم على الزناد, يصدُّون طيور الظلام و يمنعونها من أن تعشش في ياسمين الشام .

و رسالة وصلت دون أن يقولها و هي تقول : لو كان هؤلاء الجرذان حقيقة أقوياء كما يدعون , فها أنا أقف بينكم باطمئنان و ليست معجزة أن يعرفوا مكاني , فأمامي خياران أن أحيي هذه المناسبة إما بزيارة الجندي المجهول أو أكون بينكم , بين أبناء الشهداء و لا خيار ثالث , و لكنهم أضعف من أن يفعلوا شيئا , فمكانهم الجحور و رجالنا مكانهم الثغور.

و خسئوا أن ينالوا من طُهر دمشق و أسودها حماة العرين , و بهمة جيشنا البطل إلى المجد و الانتصار سائرون .

الرسالة الأخرى التي أوصلها السيد الرئيس بظهوره العلني لأعداء سورية تقول : بأن من لا تحميه قلوب شعبه و سواعد جنوده , لن يحميه سقف و جيش الفتح العثماني ( تيمنا بقائدهم محمد الفاتح العثماني) و الذي سوَّقته محطات سفك الدم السوري , و يظهر فيه المجرم زهران علوش يستعرض وحدات عسكرية لجيش فتح دمشق كما يقولون, و هو فيديو مزوَّر صوَّرته هذه المحطات في تركيا و سوَّقته على أنه في غوطة دمشق الشرقية , كي تحقنه في مؤخرة حصان ” المعارضة ” خائر القوى , كمقوٍ ليكمل الشوط .

ظهور الأسد اليوم في دمشق الخالدة , أحالت خططهم إلى هباءاً منثورا, كقصور الرمال التي يذروها موج البحر .

ظهور الأسد اليوم في عيد الشهداء الذين أعدمهم جمال باشا السفاح, لأنهم طالبوا باستقلال بلادهم , و بمقاربة تاريخية يقول السيد الرئيس بأن المجرم اليوم هو أردوغان السفاح , ليضيف إلى سجل العثمانيين الأسود و أحفادهم الأكثر سواداً سطراً جديداً في تاريخ هذه الدولة المجرمة بحق الإنسانية , و يستذكر خلالها جرائم العثمانيين بحق أخوتنا الأرمن و الآشوريين و غيرهم من شرائح المجتمع , و ليقول لهم بأننا لن ننسى جرائمكم و جرائم أجدادكم , و بأن أحفاد شهداء السادس من أيار الذين علَّقتهم يد الجاني ملطخةً, سيدافعون عن حرية بلادهم و استقلالها و لن تسمح لهذا التاريخ الأسود أن يعود .

ظهور السيد الرئيس اليوم أيضاً, يوجه رسالة لكل المتآمرين على سورية و أبواقهم في الداخل الذين يثيرون روح الاحباط و يبثون الشائعات تقول, بأن السوريين الذين أحبطوا أحلامكم بهزيمة السوريين في بداية الحرب الظالمة على سورية , قادرون اليوم على إحباط هذه الموجة الجديدة من الخداع و التضليل الذي تمارسونه على الشعب السوري , و إن هذا الشعب الذي وعى المؤامرة في بداية الأزمة عندما لم تكن الأمور واضحة كفاية , فهو الأقدر اليوم على دحض إشاعاتكم و كذبكم , بعد أن أصبحت الصورة أكثر وضوحاً.
و أخيراً نقول بأن سورية التي اختارت نهج المقاومة , و أبنائها السوريين الذين عاهدوا الله و الوطن للذود عن سورية و استقلالها و الذي صمدوا أربعة سنوات و دخلنا الخامسة , فهم مصممون بكل شرائحهم على استمرار هذا النهج حتى تحقيق النصر, حتى لو استمر هذا العدوان عشرات السنين, مستذكرين قول القائد المؤسس حافظ الأسد بأن ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام.

و أحفاد الثورة السورية الكبرى , لا زالوا يحملون راية أجدادهم و سيحافظون على الاستقلال .

كما نقول للسيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش و القوات المسلحة صاحب العقيدة ( وطن … شرف … إخلاص ) :

عندما يظهر نور الشمس تختفي خفافيش الظلام……. و السلام