أيها الحبُّ.. احترس.. بقلم: عبد السلام حجاب

أيها الحبُّ.. احترس.. بقلم: عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الخميس، ٢٣ أبريل ٢٠١٥

علمتنا المدرسة العظيمة للخدمة الإلزامية.. في الجيش كيف نحرس أنفسنا، ونحترس في مواقعنا، فنصون رفاقنا وبلدنا من غدر عدو نواجهه.
ولأن القلاع تؤخذ من الداخل، بالحرب أو بالسياسة، فإن اليقظة مطلوبة والاحتراس واجب، إزاء عناوين ملتبسة ومصطلحات وافدة، تخرج من عباءة سياسية استعمارية منهجية، تخلط السمَّ بالدسم، سعياً وراء النيل من مبادئ وقيم الأفراد والمجتمع، وأولها حب الوطن.
والملاحظ أنه لم يعد هناك من أمر نعيشه أو نتحدث عنه في زمننا الراهن إلا وبات يخرج من تحت عباءة السياسة التي لم تبارح يوماً مصالحها النفعية بإيقاعات متنافرة ومتضاربة حتى أصبحت فناً لخداع الآخرين وإخفاء حقيقة النيات.
ولئن يأتي المال كأحد أشكال الضغط لإحداث خلل اجتماعي مبرمج، فإن بورصة سياسية شملت الأفكار والنيات والعبادات والصلوات، لا تنفك تفعل فعلها السلبي والتدميري ليطول مختلف تفاصيل الحياة، فلا يكون مفاجئاً رغم أنه مستنكر ومدان.. أن يحلل الإرهاب كلَّ غير محلل، حتى نكاح الشيب للأبكار..!؟
فإذا كان على القلب توجيه أسئلة، فعلى العقل الإجابة عنها، ولعل السؤال هنا يفرض إجابة تخرجنا من جدلية الحيرة والوهم والعدم إلى بوابات الإدراك واليقظة واستعادة فعل الاحتراس الذي تعلمناه، وهو كيف ستكون عليه حالنا إذا قبلنا ورضخنا، وكيف إذا احترسنا وتصدينا..!؟
ثم، أي بديل عن الحب ينبض به قلب حبيب وحبيبة، أو حبّ أم لابنها وولد لأمه وزوج لزوجته!؟
وهل هناك بديل لحب الوطن، وهو من الإيمان، عبر المعصية والخيانة!؟
فاحترس أيها الحب، وقاوم سياسة تريد إقصاءك عن الحياة وإخضاعك لمؤشرات بورصة، ترتفع أو تنخفض بحسب مقياس التسييس ومصالحه النفعية، فلا تصير للحب زهور تتفتح في حياتنا، ولا تكون الحياة ساحة خضراء في وطن يربح الحب فيه معركة الحاضر والمستقبل.
ما من شك بأن الزمن الذي نعيشه هو زماننا الذي نصوغ تفاصيل مرتسماته الواقعية، بإرادتنا وبالطريقة التي نريدها، وليس زمن الآخرين المعلب وفق وصفات تصلح للموتى، وهؤلاء لهم مكانتهم بعيداً عن وطننا الذي سورناه بالدماء ودمع الديون، وبالحب الذي يزهر في ساحاته كل يوم ألف زهرة وزهرة.
ألم نلاحظ كيف فقد بعض مراهقي السياسة بوصلة الوطن في موسكو 2 فسقطوا في عدمية الموقف والأخلاق والمبادئ!؟
فيا أيها الحب احترس من بورصة تسييس قيمة الحب، فهي تدمر في غفلة، من توهان أو سقوط، قيمتك النبيلة.
فنصبح عراة أمام أنفسنا والوطن.