مقارنة لابد منها.. بقلم: هنادة الحصري

مقارنة لابد منها.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠١٥

إنّ متابعة واقع الفن في أكثر دول العالم توضح سيرورة تطور الفرد الفكري، لأنّه مرآة تعكس تفاصيل واقع الفرد في صلب العملية الحياتية وبذلك تبرز مقولة سقراط "تكلم حتى أراك". من خلال متابعتي لكثير من الأفلام الغربية لاحظت الكم الهائل من العنف الذي يطغى على حياة الفرد الغربي وتضاده مع الفطرة الإنسانية السوية بالإضافة إلى
وصولي إلى قناعة بأنّهم يحيون في عالم غارق في اللامعنى واللاجدوى. ولكن أكثر ما لفت نظري، بل وأثار فضولي بعد مراقبتي لكثير من الأفلام احترام كيان الطفل ومعاملته كشخص كبير، وبهذه الطريقة تكون العلاقة بين الطرفين /ناجعة وجميلة/ أنا هنا لا أعمم فالتعميم لغة الحمقى. فما إن تطلب منه والدته الهدوء أو الجلوس في مكان آخر حتى يسارع إلى تلبية طلبها، فالجميل أنّ الأهل يعاملونه كأنه ناضج فلا ينزلون لمدركاته الطفولية بل يرفعونه لمستواهم كواع مدرك عندما يحادثونه ويسمعون منه ما يقول ويأخذون برأيه، والأكثر عندما يتواجدون في مطعم فهم لا يطلبون له وجبته بل يتركونه يطلب ما يريد دون أن يشاركوه بقسم من وجبتهم، إضافة إلى اعترافهم بحقه في التسلية والترفيه فهم يخصصون له وقتاً ويشاركونه ألعابه، بل لا ينسون حاجته للقراءة
وتعزيز خياله إذ يجدون أنّ ذهابه للمكتبة حاجة ضرورية لابد منها.
نقطة أخرى جميلة لاحظتها أنّ الوالدين لا يوبخون أبناءهم أمام أحد بل يقدمون إليه التوجيهات والنصح وينتظرون منه إبداء رأيه ومناقشتهم. وفي أحد الأفلام نجد الأم قبل أن تفكر بالإنجاب تقرأ كتباً معينة عن كيفية التعامل مع الطفل القادم، وأما إذا ما واجهتها مشكلة ما في التعامل مع طفلها تلاحظ لجوءها إلى استشارية اجتماعية دون تدخلها وفق اجتهادات فردية غير مدروسة تربوياً.
تساءلت هل هناك مجال للمقارنة بين الطفل الغربي والعربي..؟ ألا نشاهد الأبناء يُنهرون أمام الغرباء..؟ ألا يوبخون دون مناقشتهم..؟ ألا يقدم لهم جزء من وجبات أهلهم دون الأخذ بعين الاعتبار رغبتهم..؟ ألا نلاحظ استعمال الضرب والتعنيف في التعامل مع الطفل المتمرد دون اللجوء إلى استشارية اجتماعية.. تساؤل يبرز هل يعطى الطفل العربي حصته من الاهتمام والضوء؟..