المانفيستو.. بقلم: محمد عبد العزيز

المانفيستو.. بقلم: محمد عبد العزيز

تحليل وآراء

الخميس، ٥ فبراير ٢٠١٥

تباً للديمقراطية في البيئة الفاسدة.
تباً لإعلانات معكرونة فيوريلا وحملتها الإعلانية تحت عنوان: وجبة سعيدة لعائلة سعيدة.
تباً للعصابات الإرهابية المسلحة التي لم يعد ينقصها سوى الظهور بإعلانات.
شامبو هيربل اسانسيز بخلاصة خيرات الطبيعة.
تباً للمجاهدين بذقونهم الدهنية ومخيلتهم الضيقة التي لا تتسع لأكثر من سبعين مومس في جنتهم المتخيلة.
تباً لمذيعات سكاي نيوز عربية الجميلات وهن يقرأن أعداد القتلى في خبر عاجل كأنهن في نزهة تسوق بمتاجر كالفن كلاين.
تباً للغوغاء الذين حولوا شاحنات نقل الأغنام لسيارات دوشكا ونهبوا حلب عن بكرة أبيها.
تباً لمكعبات ماجي وشعار الدجاجة الزرقاء التي تشبه بان كيمون في أدق تجلياته الفكرية.
تباً للمعلبات الوطنية بعلبها المعدنية العصية على الفتح.
تباً للمحللين المختصين بالشأن السوري وعلى رأسهم صفوت الزيات على أي تردد شاقولي.
تباً لتجار الحريقة الحرابيء وهم لا يرفعون أنظارهم عن مؤخرات النساء الجميلات المولعات بالتسوق رغم تردي الوضع الأمني.
تباً لشطاف الدرج الذي يوقظني في الصباح الباكر من أجل خمس وعشرين ليرة لتنظيف مدخل البناية فيما البلاد غارقة في الخراب.
تباً لكل من شتم زياد الرحباني لأنّه لم يناصر كرة الروث المتدحرجة من أعلى قمة الربيع العربي إلى أسفل مقلب النفايات.
تباً لكل فتاة تمارس الحب مع صديقها ولا ترد بمسج على والدتها الملحاحة اللجوجة: أنا بالمحاضرة "كيف مي فاكينغ بريك".
تباً للخبراء ومصنعي الفوط النسائية التي تحول السوائل إلى جل ولم يجدوا بعد عقاراً لمعالجة سرطان الدم وأبناء عمومته اللئام.
تباً لكل من حفر قبره بقدميه من كثر الهرولة في المكان لعقود ونسي أن يقول لا  وعندما هاشت الناس ركب الموجة وصرخ: هبوا.
تباً لربطات عنق الإخوان الذين مازالوا يعتقدون أنّ مرض السعال الديكي يمكن علاجه بلبن الحمير.