الغيمة العاشقة..محو أميّة المطر؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

الغيمة العاشقة..محو أميّة المطر؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٣ يناير ٢٠١٥

كم يُعلمنا المطر فهم الكروم وعواطف الأشجار والسيرة الذاتية الغافية بين الضفاف والأنهارْ!!
وكيف يفطننا بمواجع الألحان والأوتارْ..
لكنه أمي ويُخطئ في جدول عطر وعطف الأزهار ما لمْ تجئه بعشقها الغيمات حيث مواسم الأشعار..
مجنونة قلوبنا: حين يستميلها طرب الأنوثة، تفتح كل دفاترها، وتترك ما لديها من أسرار بين يدي العواطف (الكشف) مثل أسطحة القرى، التي تحتفظ بأحقية نشر القمح المسلوق، أو (سطح) التين اليابس، أو (دردرة) ثمار الجوز..
سيكتب قلبي لقلبك رسالة عاشقة، ليس من أجل أنّه عاشق، ويحب إيصال أوراق اعتماده واعترافاته.. بل ليتأكد له: محو أميته، بغير العشق الجميل نبض أميين ومتخلفين عن ركب الوجدانات المتألقة والعواطف المزدهرة..
قد تخطئ الأنثى أو يخطئ الرجل.. لكن الجسد حين يعشق يقفل باب الخطأ، لأنه يتخطى جهل الغرائز.. الغرائز التي نراها اليوم على الطريقة الأميركية.. أو على طريقة العرض الإعلامي.. أو طريقة الجوع والقتل، هي غرائز متخلفة أكثر من التخلف، وهي أمية فتاكة..
العشق لهجة فطرية جداً، وذكية جداً، وفطينة.. وفيما بعد، حين يتعافى من ويلات الفجائع العاطفية.. وحين (يُنقي) رؤوس الكلمات من قمل الوسخ الدارج و(المسبق الوسخ).. حينها نُصبح ألمعي الهواجس والأفكار.. حين تخطو الغيمات عاشقة صوب عواطف كرومنا، نصحو من جهلنا، ونقتلع الفاقة الفكرية والأشواك السافلة السوداء.. ونزرع على حدود الأمطار أمطاراً.. تكبر بصائرنا وتحلو ملاحظاتها..
لابد من محو أمية عواطفنا كل صباح...
ولابد من عشق بكامل الصلاحيات.. والإيضاح..
استريحي أيتها الجريمة: لن تُقدمي للبشرية أكثر من الجريمة.. ولتسترحْ حضارة الرأسمال المجرم، لأن ليس بوسعها محو جهل غابة في سفح جبل، ما لم تتوقف عواطف المال عن النهم والغرائز المجرمة..
لا تود البساتين في هذا الشرق المليء بالأحزان والنكبات والجرائم أن يستريح وعيها أو لاوعيها.. جهلها أو فهمها قبل أن تُعلن عصيان الجرائم والحضارة المتزعمة للإجرام..
البساتين في هذه الأرض المثقلة بالجراح والذبح ستمحو أميتها القاتلة، ليسَ بالقتل أو السلب أو المكر الإعلامي أو التزوير.. إنما بالعشق العظيم، الذي تعلنه الغيمات العظيمة والبروق العظيمة..
والأمطار والكروم طلاب مجتهدون والعاشقات دروس وإملاء وجداول وعواطف..