من الذي سيهزم «داعش».. حزب الله أو طائرات التحالف الدولي؟

من الذي سيهزم «داعش».. حزب الله أو طائرات التحالف الدولي؟

تحليل وآراء

الاثنين، ٣ نوفمبر ٢٠١٤

تنظيم داعش.. المنظمة الارهابية الأولى التي شغلت بال العالم ولا تزال، هناك من مولها ودعمها في البداية، واليوم يطالب بتفكيكها، وهناك من قرر مواجهتها منذ اللحظات الأولى فحاربها قبل أن تصل الى أرضه وعرضه.
أميركا، فرنسا، وتركيا بالاضافة الى دول غربية أخرى تعاونت مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية وقطر من أجل إسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد فكانت الوسيلة تأسيس منظمات إرهابية تدعي الإسلام، فدعموها بالمال والأسلحة بالاضافة الى تدريب آلاف المقاتلين الأجانب.
سياسة داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية تستقطب يوميا أعداد كبيرة من المسلحين المدربين الموعودين بـ”الحور العين”. مسلحون من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية يتهاتفون للالتحاق بداعش على أسس عقائدية ودينية لم ينزل الله بها من سلطان، وهي قتل الآخرين وذبحهم والتنكيل بجثثهم حتى ولو كانوا من نفس الملة والمذهب فمن يخالفهم هو مرتد وكافر يجب قتله وسفك دمه.
اذا، ومع مرور الوقت تبين ان سوريا ليست الهدف الوحيد، فكل بلدان العالم قد تكون تحت سيطرتهم في يوم من الأيام وهذا ما قد بدأ يظهر في العديد من الدول الاجنبية والعربية بدليل سحب الجنسيات الاجنبية من الكثير من المواطنين المنتسبين لهذه التنظيمات بالاضافة الى توقيف شبه يومي للممولين والداعمين والمشاركين في القتال مع التنظيمات الارهابية.
بعد تحسس الخطر، ومع اقتراب السيف الى رقاب الدول الداعمة وعلى رأسها اميركا والسعودية وقطر قررت الدول الأجنبية بتأسيس تحالف دولي لمقاتلة تنظيم داعش، فكان القرار ارسال طائرات حربية لشن هجمات جوية على مقرات وتجمعات داعش.
قرار التحالف جاء متأخرا بالاضافة الى اعتماد السماء مركزا لمحاربة داعش دون ارسال قوات برية الى الأرض.
بالمقابل، حزب الله الحليف الأول للنظام السوري وبحنكة قادته قرر مواجهة داعش في سوريا منذ ظهور هذه الغدة السرطانية القبيحة، والهدف الأول هو عدم السماح لهذا التنظيم المتطرف بالدخول الى الأراضي اللبنانية، حزب الله قرر مواجهة داعش على الأرض، وخير دليل هي المعارك شبه اليومية على الحدود اللبنانية السورية.
حزب الله لم يدعم، لم يمول، لم يدرب داعش. حزب الله لا يحارب داعش من السماء مع أنه يمتلك السماء بل يعتمد المواجهة المباشرة على الأرض مع هذا التنظيم.
لم تكن الطائرات الحربية في يوم من الأيام قادرة على حسم معركة، وهذا ما أثبتته تجربة العدو الإسرائيلي مع حزب الله وآخرها حرب تموز التي استخدم فيها كل قدراته الجوية ورغم تفوقه العسكري إلا انه لم يستطع تسجيل أي إنجاز يذكر.
قدرة حزب الله القتالية وخبرته في المواجهة البرية تجعل منه المبيد الأنسب لهذه المجموعات الإرهابية على عكس طائرات التحالف التي توهم العالم انها تعمل على القضاء على داعش في سوريا والعراق.
إخوانكم في حزب الله الذين ينصبون الكمائن ويقاتلون عند كل تلة ومدينة وأينما دعت الحاجة ويفدون وطنهم ودينهم بأجسادهم يقتلون المئات من المسلحين من داعش كل يوم، في المقابل نقف حائرين بحثا عن إنجاز واحد للتحالف الدولي الذي يهدف فقط الى تقطيع الوقت والبحث عن أساليب جديدة للسيطرة على المنطقة برمتها.