مع تركيا و دونها يكذبون أو يصمتون

مع تركيا و دونها يكذبون أو يصمتون

تحليل وآراء

الخميس، ١٦ أكتوبر ٢٠١٤

 22دولة من التحالف تجتمع في الولايات المتحدة متمثلة بقيادات عسكريين لبحث استراتيجية التصدي لداعش. تركيا ستحضر الاجتماع ممثلة بقيادة عسكرية أقل ! يعني ليس رئيس الاركان. وهي ليست أبداً في عجلة من أمرها للبت بإستراتيجية المواجهة المزعومة تلك.
كما أن الجميع ليسوا على تلك العجلة! لكن تركيا أكثر رجاء أن تصل لتحقيق نتائج من المولود الذي أبدعته مع أقزام الخليج بغطاء غربي كامل.‏
رغم غموض الموقف الحقيقي لتركيا تبدو الأوضح !! لم تنزل – حتى الآن – إلى حلبة الرقص من حول داعش ، بل هي لا تخفي أولوياتها :‏
أولاً – الأكراد وقد أغارت اليوم – أمس – على مواقع لحزب العمال الكردستاني بعد أيام من رفضها السماح لمقاتلين اكراد الدفاع عن عين العرب ضد هجوم داعش. هذا ناهيك عن قتل عشرات الضحايا من المتظاهرين الأكراد في تركيا المطالبين بتغيير سياسة العدالة والتنمية! قد تغير تركيا بعد اجتماع واشنطن و تشارك بالإغارة على داعش في عين العرب ولاسيما أمام الأخبار التي تذكر أن هجوم الارهابيين يواجه مأزقاً أمام صمود المدافعين عن المدينة السورية. لكن ذلك لا ولن يعــــني شيـــئاً في طبيعــــة المواقف التركية «العدالة و التنمية» من كل ما يجري في سورية و العراق أيضاً.‏
ثانياً – الحكومة السورية حيث لا تخفي حكومة العدالة و التنمية أبداً أولوية استمرار الحرب على سورية و تدعو للعدوان الصريح عليها.‏
ثالثاً – ابدت على الفور و دون أي تحفظ استعدادها للمساعدة في تدريب « المعارضة المعتدلة « في سورية. انها طريق مسبوق و مخروق لتجديد الدعم للإرهاب بما لا يفصله أبداً عن داعش. و بالتالي تركيا واضحة … طالما هي مع تسليح و تدريب فئات أخرى من مقاتلين لم يسمع صوتهم ، ولم تتضح هويتهم بعد … وطالما أن ليس ثمة معارضة مسلحة في سورية صغيرة أو كبيرة لم تطرح الدولة الاسلامية « دولة الخلافة « … فلماذا هذا العداء المزعوم لداعش؟‏
أي عداء غربي حقيقي لداعش تظهره أمور أقل كلفة بكثير من تحريك أسراب الطائرات العسكرية لقصف مواقعها! كأن يعلن الغرب بوضوح حقيقة أن الجيش العربي السوري هو القوة العسكرية المنظمة الوحيدة التي تقاتل الارهاب في المنطقة انطلاقاً من موقف سياسي و وطني. و أن يسعى للاستفادة من ذلك إن كان صادقاً في صراعه مع الارهاب. كما كان يمكن أن تظهره المواقف الواضحة المعلنة دون تبرم و تعمية عن تشكل جيوش الارهابيين في المنطقة و من كان وراءه ؟! ولم يكن من مبرر لنائب الرئيس الأميركي ليعتذر عن البحصة التي بقها لسانه في فلتة صدق…! يوم اعتذر بايدن عما بدر منه من فلتة صدق جننت تركيا و غيرها ، كان سقوطاً آخر مدوياً للحقيقة و الوضوح في المواقف الغربية مما يجري.‏
إلى أين يمضي هذا العالم بهذه المهزلة الكارثية التي ترتكب في هذه المنطقة.‏