من بغداد إلى عين العرب!!.. بقلم: أحمد ضوا

من بغداد إلى عين العرب!!.. بقلم: أحمد ضوا

تحليل وآراء

الأحد، ١٢ أكتوبر ٢٠١٤

ما الذي دفع تنظيم داعش الإرهابي إلى تغيير وجهته من السيطرة على العاصمة العراقية بغداد إلى السيطرة على عين العرب السورية الواقعة على الحدود السورية التركية؟.. إنه السؤال الجوهري لمعرفة المحرك والمدير والممول لهذا التنظيم الإرهابي.
ما يسهل الجواب على هذا السؤال هو ما أعلنه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن مسؤولية دول السعودية وقطر وتركيا الدائرة في فلك أجراء الولايات المتحدة عن تمويل داعش.‏
وإذا أخذنا بعين الاعتبار العداوة التركية السعودية القطرية للقيادة السورية وإطاحة الولايات المتحدة برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي يتأكد لنا أن هذه الدول الأجيرة لأميركا وعلى رأسها تركيا الأردوغانية هي وراء تحويل أنظار داعش من بغداد إلى عين العرب, ويجب ألا ينطوي الكذب والدجل التركي بالخوف على الأكراد في عين العرب من جرائم تنظيم داعش الإرهابي الذي يتلقى وفقاً لتقارير صحفية تركية السلاح من متعاونين أتراك تقف خلفهم المخابرات التركية.‏
قد يقول قائل ما الفائدة التي ستحققها حكومة أردوغان من وصول هذا التنظيم الإرهابي إلى حدود تركيا الجنوبية؟ والجواب هو أحقاد هذه الحكومة على الشعب السوري بشكل عام وشعب حلب الصامد بشكل خاص, والعارفون بالعلوم العسكرية يعلمون أهمية سقوط عين العرب عسكرياً ومخاطرها على حلب, وبالتالي فإن دعم الحكومة التركية لسيطرة تنظيم داعش على عين العرب له أبعاد عدوانية على مدينة حلب, ولن يرف لأردوغان وحكومته جفن إذا قضى هذا التنظيم الإرهابي على كل الأكراد في عين العرب ما دامت أفعاله تصب في خدمة أحقاده ومراميه وأطماعه العثمانية العنصرية.‏
أما الهدف الآخر لدفع حكومة أردوغان تنظيم داعش باتجاه عين العرب فهو التملص من الوعود الأردوغانية للأكراد, وها هي بشائر ذلك تظهر مع التظاهرات الكردية على دعم تركيا لتنظيم داعش، حيث يهدد أردوغان بنسف ما سماها عملية «السلام مع الأكراد».‏
إن لكلٍ من دول العدوان الإرهابي على سورية أهدافه الخاصة, ولكن الجميع يشتغلون على إسقاط الدولة السورية التي تقف في وجه العدو الإسرائيلي والمشروع التقسيمي الأميركي وتحت هذا المشروع يحقق الأطراف الآخرون أهدافهم المتناقضة البغيضة من نشر الأخونة إلى الوهابية.‏
إن الأكراد الذين خبروا على مدى أكثر من عشر سنوات مماطلة أردوغان في تنفيذ وعوده لهم مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بتصعيد ضغوطهم على مؤسسات الحكومة التركية قبل أن يتحول الآلاف منهم إلى مجرد خراف أمام إرهابيي تنظيم داعش, ويجب أخذ تحذير مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا من خشية تكرار «مجزرة سريبرينيتسا» في يوغسلافيا السابقة على محمل الجد وعندها يكون الأكراد ضحية المشاريع الأميركية التركية للمنطقة ومحيطها الإقليمي.‏
قد يكون ما قبل عين العرب ليس كما بعده في سياق العدوان الغربي الأميركي الإقليمي على سورية خاصة والمنطقة بشكل عام, والتطورات المتسارعة في هذا الشأن لا يقابلها من الحلف المواجه لهذا العدوان تحركات موازية, والدليل عدم استثمار اعتراف بايدن بأن تركيا والسعودية وقطر هي من تمول وتسلح تنظيم داعش الإرهابي وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب عليها عبر طرح هذه القضية في مجلس الأمن.‏
حتى الآن ورغم الضخ الإعلامي عن الحملة الغربية ضد تنظيم داعش الإرهابي، ليس هناك من يواجه الإرهاب إلا الجيشين العربي السوري ونظيره العراقي وتقدم تنظيم داعش في عين العرب والسيطرة عليها تحت أنظار الطائرات الغربية الأميركية أكبر دليل على ذلك.‏