دبوس..((سوري الداخل=سوري الخارج!)).. بقلم: ظافر أحمد

دبوس..((سوري الداخل=سوري الخارج!)).. بقلم: ظافر أحمد

تحليل وآراء

الجمعة، ٣ أكتوبر ٢٠١٤

يوجد موظف سوري متمسك ببقائه داخل سورية مهما اشتدت الأزمة، ويغامر في الوصول إلى دوامه يمر بحماسة من ساحة هطلت عليها قذائف هاون، ويعبر طرقات شكّلت مسرحاً لرصاصات القناص، ويداوم في مؤسسة يمكن في أي لحظة أن تكون هدفاً لانتحاري في سيارة مفخخة أو مؤسسة تكون مع العبوة الناسفة والقمر جيران!..
يوجد مواطن صابر متمسك بكل مستلزمات الواجب الوطني ويضع نفسه في خدمة الدولة المنشغلة بصد أعتى مؤامرة يمكن أن تمر على سورية، .. سورية التي فقدت مساحات كبيرة نهشتها تركيا، وفقدت أغنى منطقة سياحية (لواء الإسكندرونة) و(فقدت) أغنى خزان مائي ومنطقة إستراتيجية (هضبة الجولان)..، سورية اليوم معرضة لخسارة أجزاء من أقاليمها وبعضها واقع تحت سيطرة الاحتلال الداعشي الإرهابي ومعظم مناطقها يمكن للتحالف الدولي أن يتسلّى في استهدافه للأرض السورية بحجج شتى..، وتريد واشنطن وناتو التسلية بمكافحة داعش على الأرض السورية لسنوات..، سورية هذه فيها سوريون قدّموا ثمناً باهظاً وهم بكامل الاستعداد للصمود وتطهير سورية من الإرهابيين وتطهير سورية من ملوثات اللعبة الدولية، وتحصين السيادة السورية..
بالمقابل يوجد موظف سوري متمسك بالسفر من أول الأزمة، ولا يريد أن يعيش الأزمة، ولا يريد أن يعين بلده في أزمتها، بل يريد منها أن تصفي حقوقه المالية ويحصل منها على إعانة السفر وإعانة التخلي عن تقديم واجب وطني.
يوجد مواطن متمسك بالسفر ومتابعة أخبار ما يحدث ببلده من خلال الإعلام، وحتماً يتألم على بلده من الخارج وربما يكتب رسائل وقصائد ووجدانيات ويراسل الأهل والأحبة في الدّاخل السوري، وربما يعايش حالة الشتات ويتحدث لأوّل مرة عن شتات سوري..، كل ذلك يحدث معه وينسى واجبه الأول تجاه حماية سورية، ويتناسى أنّ من يهاجر ليتابع أخبار سورية فقط مقصّر في واجباته إن لم يحصل على تصنيف آخر..! 
يمكن لموظف سافر خلال الأزمة فترات طويلة مستفيداً من (نعمة) الإجازات الخارجية، وكونه عانى الغربة قليلاً ولأنه سافر والوطن بقلبه يعود فيجد عمله بـ(الحفظ والصون)، ويتساوى بكامل الحقوق مع موظف لم يغادر عمله إلاّ بإجازة داخلية قصيرة ولظروف طارئة..، وإذا فكّر أحد من الموظفين المتمسكين بسورية من الدّاخل في أخطر أزمة تعرضت لها بمحاججة ذلك العائد يمكن للعائد تخريسه بالرد: الدولة سوّت أوضاع بعض المسلحين وبعض العصابات أليست قادرة على تسوية أوضاع موظفين ذهبوا في إجازات خارجية وعادوا؟!.
عشرات ومئات وآلاف من الموظفين تركوا سورية مؤقتاً أو نهائياً وسافروا..، القسم الأكبر منهم إلى الخليج، إلى بلدان لا تعرف الديمقراطية لكنها تحاضر على السوريين المهاجرين وغير المهاجرين بالديمقراطية..، ولا تعرف الدساتير ولكن تحاضر على السوريين بالثورية والتحرر والربيع العربي..
دول بعضها يعتمد قيادة المرأة للسيارة كحكم من تكشف عورتها، ومع ذلك يستقطب السوريين بل ويقنع بعضهم بالانقياد خلف أمير خليجي!.
دول حكامها ونجوم مجتمعاتها ودعاة ربيعها العربي ..أثرياء مكبوتون جنسياً ومبتغاهم في الدنيا تفجير كبتهم بجهاد نكاح، ويطمحون بالآخرة لتفجير كبتهم بنكاح الحوريات..، ويجدون من أجل هذا الطموح رعاعاً متعددي الجنسيات ورعاعاً سوريين أيضاً، ليصبح الربيع العربي ثورة المكبوتين جنسياً..!
ماذا يفعل السوري في الخارج؟ ماذا يفعل الموظف لدى الدولة عندما يأخذ إجازة طويلة بلا راتب ويسافر إلى الخليج مثلاً أو تركيا؟ هل يتعلّم الوطنية ويتثقف بحقوق الإنسان للعودة إلى سورية وممارسة حقوقه وقد غفل عن واجباته في الدفاع عن سورية من الداخل..؟!.
هل يذهب السوري إلى تركيا كي يدافع عن سورية؟ هل يذهب إلى مصر لإقناع المصريين بأنّ سورية ليست بحاجة لجهوده وبأنّه ذهب ليتقاسم مع المصريين خبز الهم العربي مثلاً؟!.
السوري الذي يقضي زمن الأزمة في الخارج هل يتساوى مع السوري الذي يقضي زمن الأزمة في الدّاخل وتحمّل ويتحمّل كامل أعباء الحرب؟.
أسئلة كثيرة على السوري أن يحاجج نفسه بها، وأن يجد أجوبة عليها، وأن يتوصل إلى درجة وطنية ارتباطاً بمدى القيام بواجبه تجاه بلده، واجبه من الدّاخل السوري وليس من الخارج أو من حضن دول خصوصاً تلك التي تقدّم نفسها إعلامياً بأنّها تكافح التنظيمات الإرهابية في سورية!.