دعوة مباركة..بقلم: د.إسكندر لوقا

دعوة مباركة..بقلم: د.إسكندر لوقا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤

لحسن حظ بلدنا، وخصوصاً في هذه الأيام العصيبة، أن نقرأ دعوة إلى التوحد، عربياً – عربياً بغية مواجهة الإرهاب، ذلك لأنّنا بعد أن أصابنا اليأس نتيجة انتظارنا قيام جبهة عربية وبلا أمل جاءت هذه الدعوة المباركة بكل ما تعنيه الكلمة. وكما نعلم جميعاً، فإنّ ما دفعنا إلى هذا اليأس هو هذا الصفّ العربي الهش الذي طالما تماسك أفراده أيام المستعمر ونجحوا في هزمه إلى غير رجعة.
وفي هذه الأيام العصيبة، حين نقرأ دعوة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، إلى تحالف عربي ضد الإرهاب، لا يخامر أحدنا الشك بأنّ هذه الدعوة مسندها إيمان الداعي إليها بما تبقى من العرب المؤمنين بأنّ خلاصهم لن يكون إلا بأيديهم، بمعنى إلا بتضافر جهودهم لإزالة ما لحق ويلحق بهم، مسيحيين ومسلمين وطوائف أخرى من ضرر، وللأسف باسم الإسلام، دين السلام والمحبة والتآخي.
وفي دعوته إلى قيام التحالف المنشود - ولكن غير المتوقع لاعتبارات تآمر العرب بعضهم على بعض ومحاولة إقصاء هذا البعض أو الآخر عن ساحة العمل القومي - فإنّ غبطة البطريرك لحام، لا يفقد الأمل وتبقى دعوته نداء حاراً بأمل ألا تصير صوتاً في البرية يفتقر إلى صداه كي يسمع.
إنّ في اعتقاد غبطته، أنّ موقفاً عربياً موحداً سيكون هو الأقوى لبلوغ الهدف المنشود وأنّ تحالفاً كهذا سوف يُسجل وقفة تاريخية حضارية في سجلات الدول العربية وسيكون البرهان الصادق على أنّ حكام الدول العربية ذات الأغلبية المسلمة هي حقاً ضد هذه الحركات التكفيرية وسوف يظفرون بأوسمة شرف لمصداقيتهم في نهاية المطاف.
وفي حال تحقق ما تصبو إليه هذه الدعوة المباركة، فمن الطبيعي أن يخرج العرب عموماً من مربع الرعب الذي أقض ويقض مضجعهم، وبكل شرائح مجتمعاتهم، لأنّ هذه الهجمة التي تذكرنا بهجمات التتار والمغول في القرون الغابرة، لا تختلف عنها اليوم في شيء. في الحقب التي تتحدث عن هؤلاء، يرد ما يتطابق مع ما يحدث في الزمن الراهن، إذ كما استطاعت تلك الهجمات أن تدمّر وتحرق وتغتصب وتسبي وتقطع الرؤوس وتبقر البطون، فإنّ ما حدث ويحدث في أيامنا هذه لا يقل بشاعة عما حدث في تلك الأزمنة التي نسيت البشرية تداعياتها منذ زمن طويل إلى أن كان العام 2011 بداية لتكرار حلقاتها التي يعاني منها المواطن العربي مسيحياً كان أم مسلماً أم من طوائف أخرى.
وتبقى دعوة غبطة البطريرك غريغوريوس دعوة مباركة وأملاً يرجو كل عربي مؤمن بتاريخ وحضارة بلده أن يتحقق على أرض الواقع وفي أقرب وقت.
iskandarlouka@yahoo.com