فَقْد !!.. بقلم: روز سليمان

فَقْد !!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٠ سبتمبر ٢٠١٤

إن كان ثمّة من يدّعي أنّ الخَلَف وحده هو تجسيد للزواج وحافظ له، فإنّ مفهوم الزواج نفسه قد تعرّض للخلخلة والزحزحة على اعتبار أنّ لا وجود لزواج نقي وخالص!. ما يوجد هو استراتيجيات للزواج، ذلك الذي يتمظهر في الحقل الاجتماعي ويتم استحضاره كفعل مطلوب ممارسته ليتم استغلاله وتوظيفه في المخيال الشعبي باعتباره قضية ديموغرافيا ومجتمع ونسل!!. الزواج بالمحصلة بنية لا أكثر، تؤكد على التكوين البشري باعتباره المضمار الأكثر اتساعاً للمتكرّر، أسلوب نمطي يمكن له في حال عدم توظيفه توظيفاً صحيحاً أن يتقادم ويستهلك ويصبح مملاً!. ليس الحديث السابق أكثر من سياق يريد ترويج العودة إلى الطبيعة والطليعة القائمة على الخلق كمكوّن لا علاقة له بالزواج، ومن جهة أخرى سياق يريد أن يذكّر أنّ التمزق الإنساني الذي تسبّبه الحروب والأزمات بإمكانه أن يزول بالعودة إلى نقطة البدء، الطبيعة نموذجاً!.. أطفال الحروب، فتيانها وفتياتها، من فقدوا الأب والأم، يمكن لهم أن يكونوا تلك الطليعة، في استنباط مبطّن لكل ما هو إيجابي ضمن كل هذا الهذيان المسيطر على حياتنا اليومية. ليس المطلوب أكثر من انفصال منطقي موضوعي عن المحرّم وتوظيف كل من يمتلك إمكانيات لصالح كل من أصبح في خانة "الفقد" و"الحرمان"!. لا لغة أشدّ إحاطة بـ "الفاقدين" مثل فعل التبني. الإحاطة بكل ما يصدر من جنون وجيشان وحزن وغبطة مخفيّة وتطرّف ونشوة كاذبة، هي الفعل الوحيد المطلوب اجتماعياً في مكان لا تزال الحرب المجنونة تثير شهيّة الفقدان أكثر!!. المطلوب واقع فوقي يصنع افتراض الحرب وخيباتها هو نتاج الرغبة الإنسانية الكامنة الطبيعية البدئية في ترويض كل ما هو واقع لم يعد له من وظيفة إلا إثارة الاشمئزاز من كل ما هو في دائرة التابوهات والممنوعات ولا ينفع اللحظة!.