بعد البغدادي .. الملا باراك أوباما أميراً للمؤمنين

بعد البغدادي .. الملا باراك أوباما أميراً للمؤمنين

تحليل وآراء

السبت، ٣٠ أغسطس ٢٠١٤

يعتلي المنبر على طريقة الخطيب "الجهادي" يتحدث بلغة الملل والنحل فيعزز الشرخ الاستعماري بين شعوب المنطقة مذهبياً وطائفياً، عمامة وهابية خفية توضع على رأس الأمريكي برتبة مفتي مجتهد، والقاعدة دوماً أخطأ فله أجر واحد.
 لم يكتفي العالم السفلي بالبغدادي والجولاني والظواهري حتى أفرز أميراً جديداً يظهر من البيت الأبيض، سواك بنكهة الويسكي وأحاديث ممزوجة بفقه تلمودي مع قليل من أسفار الحلم الأمريكي ستجعل من باراك أوباما خليفة لمسلمي الطلقاء الذين تم العفو عنهم منذ 1400 عام ليعودوا مجدداً من كل مكان فيه مال وسطوة.
 من واشنطن والرياض والدوحة وأنقرة ولندن وكأنهم لوبي مذكور في العهد القديم، يحذر من عودة الشرير بجيوشه ليكون خطراً يهدد البشرية، لقد كان مستغرباً جداً أن يتحدث أوباما بلغة المذاهب الإسلامية في مؤتمره الصحفي الأخير بل كان لافتاً عدد المرات التي ردد فيها عبارات "السنة والدول السنية والأكثرية ...الخ".
 لكنة جديدة لم تكن مألوفة بهذا الشكل على لسان رئيس أمريكي أو غربي، فقد شدد أوباما أنه يحتاج إلى تحالف في المنطقة وخصوصاً مع "الدول السنية، مضيفاً أن على القيادات السنية في المنطقة الاعتراف أن الدولة الإسلامية خطر على الجميع حتى ننجح في مهمتنا.
كلام أوباما يبدو وكأنه يضع المسلمين من أهل "السنة" في خانة العباءة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية أولاً، وهو يهدف أيضاً إلى خلق شرخ بين مكونات المنطقة على أساس مذهبي، إذ كيف لبلد يريد تسويق الديمقراطية وحقوق الإنسان والمدنية أن يتحدث عن أكثرية مذهبية ودينية في أي بلد؟ وهل هناك تمنيات ومطالب سعودية من أوباما كي يذكر العالم بأن المنطقة هي لأهل مذهب ما أكثر من غيرهم؟ لن نعجب إن تم تصنيف أوباما على أنه أحد تابعي التابعين أو شيخاً مصنفاً بمرتبة شيخ للدونات الأمريكية يوازي شيخ المضيرة في التاريخ الإسلامي.
هل سيتحسس النظام البحريني على رأسه إذاً بعد كلام أوباما ، فالأكثرية في البحرين ليست لمن يريد أوباما الحديث باسمهم؟ ماذا عن لبنان المتنوع هل يدخل في خانة التصنيف المذهبي الأوبامي؟ وما هو موقف المسيحيين هناك؟ بل ماهو موقف مسيحيي الشرق من كلام الملا باراك أوباما المتوج أميراً للمؤمنين على الطريقة الوهابية ـ التلمودية؟ أليس في كلام الرئيس الأمريكي إساءة للمسلمين عامةً؟ وتأكيد على المشروع الأمريكي في خلق شرق أوسط جديد يكون على أساس مذهبي وطائفي؟ وهل يريد أوباما إفهام العالم كله بأن واشنطن هي حليفة وحامية مكون ما في المنطقة كونهم أكثرية ومن المربح لأمريكا عقد تحالف وثيق معهم؟.
 أليس في كلامه تنصيب غير رسمي للنظام السعودي كي يكون متزعماً لهؤلاء الأكثرية في كل مكان من الشرق الأوسط؟ لم يبق على أوباما سوى أن يتوضأ بقليل من البراندي الأمريكي و يولي شطر وجهه نحو لاس فيغاس، ويجمع حوله أتباع العالم السفلي ويصيح بأعلى صوته لقرن الشيطان الذي لاح من أرض الجزيرة، ليأتيه برمال الربع الخالي وينثرها في أي مكان تريد تدميره.