دبوس.. ((صمود الشعب السوري)).. بقلم: ظافر أحمد

دبوس.. ((صمود الشعب السوري)).. بقلم: ظافر أحمد

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٥ يوليو ٢٠١٤

الشعب فوّض القيادة والجيش العربي السوري بتطهير سورية من الإرهاب..، الشعب يريد إسقاط الإرهاب..، الشعب يريد سرعة استعادة الرقة إلى حضن الوطن فهي تحت نير الاحتلال التكفيري..، والشعب يريد استعادة كل شبر داخلي أو حدودي..، والشعب رسّخ خياره أكثر وأكثر وهو الخيار المقاوم، وحدد أكثر وأكثر المحور الذي ينتمي إليه وهو المحور المقاوم..، والشعب يريد الصمود لأنّه لا يمل من الصمود وحب الحياة بكرامة..، والشعب يريد ويقرر وينفذ، وكانت أبلغ تطبيقات إراداته بطريقة مواجهته الأزمة، وبعملية الانتخابات الرئاسية..
الشعب يريد إعادة الإعمار كنتيجة تلقائية لأي شيء تعرض للتدمير (أبنية. ومقرات عامة وخاصة. قيم وأخلاق. والمعنويات الوطنية..).
الشعب يريد أن يلفظ الخونة والعملاء.. أمّا التسامح فهي ميزة سورية ولكن بشرط عدم الانخداع فمن أظهر التوبة غير صادق وكي يعود (كفيروس) خطير في جسد الدولة والنّاس هو انتهازي يستوجب لفظه..
الشعب يريد تقليص فرص الانتهازيين..، وأي مثقف أو فنان أو مواطن مهما كان عمله ويخدع النّاس بتسميات من عيار (العنف في سورية) وآن أن يتوقف العنف هو تصريح من انتهازي، لأنّ المطلوب من كل مواطن ألّا يضيّع المسؤوليات وألّا يمرر المواقف وانتهازيته بمصطلحات خبيثة، ..العنف في سورية هو الإرهاب وأفعال التكفيريين والغزاة الوهابيين وتنظيم القاعدة وكل حركات الإسلام السياسي العريقة منها والطارئة من (شياطين الإخوان المسلمين وصولاً إلى داعش.. وغيرها)، أي عمل عنيف يقوم به الجيش العربي السوري هو دفاع عن الوطن وهو عمل مقدس لدحر وسحق التكفيريين والإرهابيين وبالتالي يجب التنبه وعدم السماح لأي مواطن يدّعي الوطنية وفي ذات الوقت يتحدث عن العنف من دون أن يحصره بأفعال التكفيريين..
اليوم سورية ضمن أزمتها ولكن في مرحلة أقوى من باقي المراحل، فالمَشاهد أوضح وإنجازات الجيش أوضح، وإنجازات الشعب برمّته أوضح، وبالتالي المواقف يجب أن تكون أوضح، لأنّ الموقف الشعبي الذي تجلى بالانتخابات الرئاسية وما حددته من منهج الرئيس، ومنهجية القيادة برمتها، ومنهجية سورية وهويتها الوطنية وملامح المستقبل.. كفيل بأن يحدث تشدداً أكثر وأكثر تجاه الانتهازيين والتائهين والمنافقين ومنقوصي الوطنية..
القناعة السورية الشعبية أنّ الوهابية تنافس الصهيونية في خطورتها على سورية بل وتتفوق وهابية السعودية في أذية سورية على العدو الإسرائيلي..، لذلك كل وهابي متسلل في ظهراني الشعب يجب أن يُسحق..
ضوابط الجوامع لا تحتاج إلى مفاجآت النوم في عسل الإيمان، إذ سبق وغفونا عن دور الجوامع ورجال الدين وإذ بقسم منهم أخطر على الشعب من الصهيونية ذاتها، خصوصاً في أنموذج من حوّلوا بعض الجوامع إلى غرف عمليات تكفيرية ومخازن للأسلحة وخنادق للاعتداء على الشعب ومشافٍ ميدانية لعلاج جرحى التكفيريين..
هناك مقولات مشهورة أنتجتها ثقافة الحروب وتجارب الكوارث في العالم، منها ما يرتبط بأنّ الحرب أحد شروط التقدم، إذاً مادامت حربنا فرضت علينا ولدينا من القناعات العريقة الشعبية مقولة (الضربة التي "تعلّم" تعلّم)، فهل من مانع لجعل حربنا أداة تقدمنا؟ ألم نتعلم من كارثتنا الوطنية؟ ألم تكشف الحرب الكثير الكثير من أمور كنّا نغفو في عسل غضِّ النظر عنها وعسل متعة الكذب على ذواتنا..؟!.
الحرب السورية نظّفت وهمنا، وكشفت أخطاءنا، وكشفت إمكاناتنا..، من كان يتصوّر بأنّ سورية يمكن تصنيفها البلد الأول في الكون الحديث الحاضن للشهادة؟ يجب أن نفتخر في هذا ونصنع هذا التصنيف ونسوّقه أيضاً..، إذ بعد متع الحياة الحديثة وانقلاب القيم وتردي المبادئ الدولية بشكل كبير، وضياع القيم البشرية في الحياة العصرية، برزت تجربة الشعب السوري في تحمّله ما لم يتحمله شعب آخر كرمى هويته الحضارية ونهجه..، إذ غرقت بلدان عربية في ذات التجربة الحديثة لما سمي الربيع العربي وحدث فيها ضياع مؤسساتي وتغيير نهج وانقسام فعلي..، بينما التجربة في سورية أنتجت ترسيخاً مؤسساتياً وإصراراً على النهج والهوية السورية وما من أي شكل من أشكال الفراغ الدستوري..، كل ذلك في أخبث حرب تعرضت لها سورية، وهذا ما يجعل سورية ممسكة بطرف خيوط المستقبل، وقد تعلمت من حرب (ثلاث سنوات وأربع شهور) حتى الآن أكثر من دروس قرون في أيام السلم..
مستقبلنا يقوم على صياغة قاعدة شعبية سورية: مفاتيح المستقبل بيد سورية البلد الأول الحاضن للشهادة، والشهادة أصبحت أحد أهم مستلزمات الممانعة في وجه أزمات مستقبلية ومتطلبات الإصلاح الحقيقي..