العقل في مواجهة الواقع.. بقلم:هنادة الحصري

العقل في مواجهة الواقع.. بقلم:هنادة الحصري

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٥ يوليو ٢٠١٤

منذ أن بدأ الكون وبدأ نشوء الحضارات والإنسان يجاهد نفسه بأسئلة تراوده، كيف نشأ الكون ولماذا نحن فيه؟! ومع مرور الزمن وتطور العقل البشري وُجدت الحكايات والقصص والأساطير التي نقلت الإنسان نقلة نوعية وجعلته يرتمي بين أحضان أبطال الأساطير؛ هذه الأساطير هو الذي أوجدها ودعمها عقلياً ليرد بها على تساؤلاته المكثفة فأضاف إليها الخرافة حيث أصبحت موروثاً تتناوله الأجيال المتعاقبة؛ فالأساطير السورية والأكّادية والبابلية والآشورية هي التي غيّرت مفاهيم الإنسان وجعلته ينقاد إليها من حيث لا يدري..
حيث الآلهة التي خلقت الكون والتي يجب الخضوع إليها وتمجيدها ثم صار الله الإله الواحد الأكبر ملك السماء والأرض وهو الذي لا يرى بل يدرك، بالفعل سطوة الخرافة والأسطورة في عالم الإنسان- كمصدر من مصادر الموروث الشعبي الأدبي- ساعدت وتساعد على فهم تاريخ الأمة. 
أما المتابع لواقع الغرب فالملاحظ إنه بعد اكتشاف ملحمة الطوفان الطينية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والوقوف على كيفية كتابة التوراة والتعاليم اليهودية التي استندت إليها المسيحية والإسلام حصل تغيير من حيث تبعية الأوروبيين للمسيحية بعد أن عانت أوروبا من سلطة الكنيسة؛ حيث من الملاحظ أن دائرة الإيمان بدأت بالانكماش وصار الإنسان الغربي يؤمن بنفسه أكثر.. وأصبح يعوّل على لائحة حقوق الإنسان أكثر من اللوائح الكنسية وأصبحت الكنيسة فقط محطة روحية للراغب في تهذيب الروح.
إن الإيمان بالعقل هو الذي يقوي القلب ويثبت أسس العقيدة ويرسخها في زمن صارت فيه المفاهيم الدينية مشوهة؛ وهذا ما أساء للدين، حيث أخذ الدين يتقلص إلى طقوس دون فهم الجانب الروحي الذي يسعد الإنسان.
إن العقل وحكمه هو المخرج الوحيد من دائرة الظلام المفرغة. يقول محمد عبده: "إن العقائد الإسلامية تستند إلى منطق العقل كما الإسلام يقاضينا إلى العقل". دعوة لبناء الحضارات بصحوة العقل في مواجهة الداخل عليها.