من القلمون إلى اللاذقية قصة انتصارات وهزائم وحكاية الـ45 نقطة على سطر الجيش العربي السوري

من القلمون إلى اللاذقية قصة انتصارات وهزائم وحكاية الـ45 نقطة على سطر الجيش العربي السوري

تحليل وآراء

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠١٤

الأزمنة| خاص
بعد الانتصارات الساحقة التي حققها بواسل الجيش العربي السوري على بعض الجبهات وعلى وجه الخصوص جبهة القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية وجرود عرسال ودحر الإرهابيين في يبرود قلب القلمون معقل جماعات النصرة وعصابات الحر، وبعد مراهنات كثيرة جاءت على لسان قادة ما يسمى (ألوية  الجبهة الإسلامية المتشددين) بأن ثورتهم المزعومة ستمتد من سفوح القلمون وحتى قلب العاصمة دمشق لتحقق مآربها، لكن مراهناتهم وأحلامهم الوردية سقطت تحت نعال أشاوس الجيش العربي السوري وقواته المسلحة وانهارت معها كل المخططات الدولية والعربية الحاقدة على الوطن الأم سورية.
إذا كانت جبهة القلمون والتي لا يزال الجيش العربي السوري مستمراً في بسط سيطرته وانتصاراته في بعض القرى المحيطة بها من خلال العمليات العسكرية المتقنة والدقيقة جداً وصولاً إلى رنكوس آخر بؤرة للإرهاب في سلسلة القلمون بالنسبة للمسلحين كما السحر الذي ينقلب على الساحر وكما الرياح التي تجري بما لا تشتهي السفن، وكانت انتصارات الجيش العربي السوري المغوار كالزيت المغلي الذي انصبّ على قلوب المسلحين وعقولهم فالصاعقة كبيرة لهؤلاء القتلة وداعميهم في الشرق وفي الغرب لتأتي تبريراتهم في معركة الفشل كالحجل الذي يضيّع على صائديه فرصة وقوعه في شباكهم من خلال التمويه بتغيير لونه ومكره؛ بمعنى آخر أن الجماعات الإرهابية بررت فشلها بخيانة القادة المقاتلين على الأرض هناك، وهروب أفراد جماعاتهم من المواجهات بالإضافة إلى قلة الدعم بالأسلحة والذخيرة.. وهذا ما نقلته وسائل سفك الدم والتحريض واعترفت به عبر ناشطيها.
ولكي تخفي المعارضة المسلحة هزيمتها النكراء في جبهة القلمون وفي مناطق أخرى كالقصير وبابا عمر والزارة وفتح طريق حلب خناصر، وأمام المصالحات الوطنية والمسيرات الشعبية الحاشدة التي عمّت شوارع المحافظات وأغلب المناطق السورية لتأييد الدولة السورية والجيش العربي السوري في سحق الإرهاب واستئصاله؛ نقل المسلحون معركة حقدهم إلى جبهة الريف الشمالي في اللاذقية لتبدأ الحرب الإعلامية معها مجدداً عبر قنوات الدجل والتحريض بأن المسلحين سيستهدفون الساحل بكل الوسائل للسيطرة عليه من الجهة الشمالية بدعم تركي ظهر للقاصي والداني.
بالفعل بدأت المعركة من الحدود التركية وتحت غطاء ناري مكثف من المدفعية التركية وانطلقت العناصر المسلحة باتجاه مدينة كسب القريبة جداً من تركيا ودخلوا إلى المدينة التي تقطنها غالبية من الأرمن الآمنين وبأعداد تقارب الـ3 آلاف مسلح فهجّرت أهلها وفرّقت شملهم، لتدور معارك عنيفة بعد عملية تطويق الجيش العربي السوري للمدينة سقط خلالها أعداد كبيرة من الإرهابيين لتنتقل المعارك مرة أخرى من كسب إلى الجبال المحيطة بها كجبل النسر والأقرع والنبعين وبيت فارس والخالدية والتميمية والمرصد 45 التي استذئب المسلحون واستشرسوا للسيطرة عليها كون المرصد من أهم النقاط الاستراتيجية في جبهة الريف الشمالي لما تتمتع به من أهمية بالغة في إطلالتها على موقع جبل النسر المقابل لها والشريط الساحلي كله بدءاً من رأس البسيط وحتى الشريط التركي الحدودي، وهناك أكدت مصادر ميدانية عسكرية للـ(الأزمنة) أن اشتباكات عنيفة وضارية جداً جرت على محيط النقطة 45 (المرصد) استخدم فيها المسلحون كافة أنواع الأسلحة التي زودتهم بها تركيا وأمريكا والسعودية عبر الأردن ومنه إلى تركيا (قذائف هاون- قذائف صاروخية- دبابات- قناصات- رشاشات بي كي سي مزودة بمناظير) مشيرة إلى أن تركيا لم تكتفِ فقط بالتغطية النارية للمسلحين بل كانت تزودهم أيضاً بالإحداثيات الدقيقة لضرب النقطة 45، وبيّن المصدر العسكري أن المسلحين تمكنوا من الدخول إلى النقطة بعد محاولات كثيرة في اقتحامها حيث لجؤوا إلى استخدام الحيل وأساليب المكر والخداع؛ مستغلين الضباب الذي يكسو نقطة الـ45 المرتفعة جداً عن سطح البحر فأدخلوا عربة (Bmb) مصفحة يقودها انتحاري وبضمنها كميات كبيرة من المواد المتفجرة وتحمل أعلام الجمهورية العربية السورية وذلك من إحدى النقاط الأمامية التي يتمركز بها الجيش العربي السوري وهو ما فتح الطريق أمامها للدخول ظناً من العناصر أن العربة تابعة لهم لكن وقع ما لم يكن في الحسبان  حيث انفجرت العربة داخل النقطة ليسقط عدد من عناصر الجيش شهداء.
فرحة المسلحين لم تكتمل حسب المصدر وتهليل قنوات عهرهم بالسيطرة على المرصد لم تدم طويلاً وما هي إلا أيام قليلة حتى قام الجيش العربي السوري مجدداً باستردادها جرى ذلك بعد معارك طاحنة دامت لمدة 6 أيام على يد أهم القادة الميدانيين في الجيش العربي السوري والبارزين في جبهة الشمال العميد محمد معروف قائد فوج (48) مهام خاصة والقوى المؤازرة من الدفاع الوطني والكتائب البعثية وقوات النخبة وكان القائد (المعروف) قد ضيق الخناق على المسلحين ووضع الخطط المحكمة لإعادة بسط السيطرة على المرصد 45 وخلال كمين(الحجل) تمكن أسد المهام الخاصة وأشاوس الجيش العربي السوري من سحق القناصين المتمركزين داخل مكان تنفيذ الكمين قبل الوصول إلى المرصد بـ1 كيلو متر وتحقيق إصابات بالغة في صفوف المسلحين ليسحق منهم حوالي الـ100 تابعين للنصرة وجميعهم من جنسيات عربية وأجنبية. وبهذه الخطة الدقيقة عادت النقطة 45 إلى الجيش العربي السوري.  كما صودرت بداخلها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وشوهد على أرض النقطة جثث القتلى لعدد كبير من الإرهابيين المرتزقة وأعلامهم التي مُزقت إرباً تحت أقدام بواسل القوات المسلحة.
يشار إلى أن المعارك لا تزال مستمرة في جبهة الريف الشمالي بمحافظة اللاذقية وعلى وجه الخصوص في منطقة السمرا وكسب وجبل النسر ومنطقة النبعين وخربة سولاس والقرى المحيطة، ويرابط الجيش العربي السوري في عدة مناطق يتم من خلالها دك معاقل الإرهاب والإرهابيين حتى تحرير باقي المناطق ولكي يعود الأمن والأمان كل شبر من الأراضي السورية.
الجدير بالذكر أن (الأزمنة) حصلت على صور حصرية لجثث إرهابيين سقطوا خلال المعارك على أيدي الجيش العربي السوري بالإضافة إلى ذلك الحصول على هويات إرهابيين تابعين لجبهة النصرة تحمل أرقاماً لا أسماء.