فصيحٌ وعامّيٌّ.. بقلم: الباحث اللُّغويّ محمد علاء غرَّه

فصيحٌ وعامّيٌّ.. بقلم: الباحث اللُّغويّ محمد علاء غرَّه

تحليل وآراء

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠١٤

1.    اطَّاول عليه: يقول العامّة: (اطّاول فلانٌ على فلانْ) إذا خرج عن الأدب معه    واعتدى عليه وضربه, والأصل في اطّاول: تطاول, وهم أدغموا جرياً على ما جروا عليه في الفصيح, و(معنى تطاول على النّاس) في اللّغة استعلى عليهم واستحقرهم وأجرى الوقيعة فيهم؛ لذا فقول العامّة له أصل في كلام العرب وهو متطوّرٌ عنه.
2.    الأوادم: الأوادم في اللّغة جمع آدم, والعامّة يستعملونها بهذا المعنى, وقد يقصدون بها النّاس الطيّبين إذاً فهي كلمةٌ فصيحة.
3.    الأواعي: يستعمل العامّة الأواعي بمعنى الأوعية, وهي ما تُوعى فيها الأشياء, أي تُجمع كالصندوق والخزانة, وبعضهم يستعملها بمعنى الأمتعة والثّياب, فيقولون: غَيَّرَ فُلانٌ أواعيه أي ثيابه, وباع أواعيه أي أمتعته, وأقول: الأواعي بمعناها الأول فصيحةٌ, وفي لغتنا, الأوعية جمع وعاء, وجمع الجمع الأواعي, أمّا استعمالها بمعنى الأمتعة والثياب, فلعلَّه من باب تسمية الشَّيءِ باسم مكانه, وهو استعمالٌ جائز.
4.    أَيش: يستعملها العامّة بمعنى أيّ شيء, ويقولون على أيش فعلت كذا ولأيش, وقد يسقطون همزتها فيقولون: ليش, وما يستعمله العامّة هو فصيحٌ وصحيحٌ, فأيش في اللّغة منحوت أيّ شيءٍ بمعناه, وقد تكلّمت العرب به واستعمله الشّعراء في قصائدهم.
قال أحد الشّعراء سنة 198 هـ:
كم قتيلٍ قد رأينا
        ما سألنا لأيش

5.    أخْ: كلمةٌ يقولها العامّة عند التّوجع والتّأوّه من غيظ أو حزن, وقد يمدّون الهمزة فيقولون (آخ) وهذا هو المعنى الأوّل, وقد يقولها بعض العامّة عند استطابة نوعٍ معيّنٍ من  الطّعام أو الفاكهة وهذا هو المعنى الثّاني, وقد يستعملونها عند التّحسر والتّمني فيقولون (آخ على سيارة فخمة) وها هو المعنى الثالث.
أقول لكم لفظ (أخْ) ورد في اللّغة بمعنييه الأوليين, فهو بهذين المعنيين صحيحٌ وفصيحٌ, وأمّا استعماله بالمعنى الثالث فهو استعمالٌ جديدٌ مولّدٌ ولا لحن فيه.