لافروف يذكر السوريين بشيء اسمه الجامعه العربية.. بقلم: جمال العفلق

لافروف يذكر السوريين بشيء اسمه الجامعه العربية.. بقلم: جمال العفلق

تحليل وآراء

السبت، ٤ فبراير ٢٠١٧

لم ينتهي المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد لافروف وزير خارجية روسيا في ختام مؤتمر التعاون الروسي العربي في العاصمة الاماراتية ابوظبي ، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر ولكن التعليقات لم تكن على دعوة السيد لافروف انما على رد السيد أحمد ابو الغيط أمين عام الجامعة العربية . فدعوة السيد لافروف هي دعوة دبلوماسية واقعية ، لان سورية دولة ذات سياده وممثله في كل المحافل الدولية وتعليق عضويتها في منظمة عربية تناقش الحرب على سورية دون وجود ممثل رسمي للحكومة السورية لطرح وجهة النظر الرسمية هو امر مستهجن وغريب لم يحدث من قبل ، فكيف لمنظمة عربية ان تناقش امر دولة عربية دون وجود هذه الدوله والاستماع الى خطابها الرسمي ولكن وان قبلت الجامعة العربية او قررت رفع تعليق عضوية سورية واستدعاء الفير السوري لشغل المقعد الشاغر في قاعة اجتماعات الامانة العامة فما هو الخطاب الذي سوف يلقية ؟؟ من اللياقة الدبلوماسية ان يبدأ السفير المعين بخطاب يشكر فيه الامانة العامة واعضاء الجامعه على دعوتهم لبلادة اولا ولكن هناك ما يجب ان يطرح في خطاب العوده . هل يشكر ممثل سورية الجامعه العربية على تعليق عضوية بلاده دون سبب ؟ هل يشكر السفير الامانه العامة للجامعة العربية على مساهمتها في تشريد الشعب السوري وعلى مساهمة الجامعه العربية والدول العربية في اغراق المواطن السوري بالفقر ام على حظر الطيران والرحلات الجوية المدنية وهل سيشكرهم على الحصار الاقتصادي والمساهمة في تدمير الاقتصاد ودعم الارهاب هل يشكر الامانة العامة على اخفاء تقرير الفريق الدابي وتزويره ؟ ربما سوف يشكرهم على نقل الملف الى مجلس الامن ومطالبته بضرب الشعب السوري ووضع سورية تحت البند السابع او يشكرهم على مخيمات الذل التي اقيمت في الدول العربية واصبحت تلك الدول تستثمر في اسماء السوريين وتتلقى اموال تحت اسم مخيمات اللجوء للسوريين والمخيمات في اسوء حال انساني واخلاقي . هذا غيض من فيض لدور الجامعة العربية في الحرب والعدوان على سورية وشعبها ، عندما بدأت الامانة العامة التحدث عن الاجماع العربي على قتل الشعب السوري هذا الاجماع الذي لم يحدث في تاريخ الجامعه عندما كان الحديث عن الكيان الصهيوني وجرائم الصهيونية بحق الشعوب العربية هذا الاجماع الذي غاب آبان العدون الصهيوني على بيروت في 2006 . هذا الاجماع الذي لم يستطع ان ينقذ مليون ونصف المليون من اطفال العراق اثناء الحصار الاقتصادي للعراق . ان رد السيد احمد ابوالغيط اليوم هو اكثر استفزاز من كل ما سبق من افعال لاعضاء الجامعة العربية التي تم السيطرة عليها منذ قرار ضرب ليبيا وحتى اليوم ، فالشعب السوري نسي تماما اسم هذه المنظمة ولم تعد تعنية اخبارها وقراراتها ويعلم السوريون ان مثل هذه المنظمات لم تعد تمثل شيء من الارادة العربية ولا القرارات العربية واعني هنا الشعوب لا الحكومات ، من الجيد ان السيد لافروف طرح الامر ومن الجيد اكثر اننا استمعنا الى رد الامين العام الذي ارجع الامر للاجماع العربي المفقود في الحق . ان الجرح كبير في قلب كل سوري شريف من يعيد لنا الذين فقدناهم بسبب الجامعة العربية والمال العربي الذي اغرق بلادهم بالسلاح والموت . ان الذي أطرح ليس تحليل ولا راي ولا يمت للسياسة بشيء وانا اعلم تماما ان المنطق يقول على سورية ان تعود للعمل في كل المنظمات الدولية والاقليمة لكي تدافع عن نفسها وترد على الكاذبين كذبهم ، واعلم تماما اننا بحاجة لكل خطوة مهما كانت صغيره على صعيد السياسة الخارجية .ولكن هذا لا يمنع ان نذكر الاخر اننا نحن المعتدى علينا ولم نعتدي على احد ونحن الذين ندافع عن وطننا في وقت قرر العالم ان يسلبنا هذا الحق ويدعم الارهاب لينال منا . فلا يمكن ان ننسى رفع علم الانتداب في احد اجتماعات الجامعة العربية ولا يمكن ان ننسى استقبال الجامعة العربية لمن يديرون اعمال الارهاب في بلادنا . وكما قلنا مره اذا كان ما سنقبل به هو من اجل السلام في سورية ونزع السلاح من ايدي الارهابيين وحماية الشعب السوري وعودة اللاجئين الى بيوتهم فدعونا نقبله دون ان نترك حقنا بتذكير العالم اجمع والعالم العربي الخاصة بعمق الجرح السوري وآلم الانسان السوري . لقد طالت الحرب على سورية وبالرغم من كل الخسائر لدينا فخصومنا كانت خسائرهم أكثر واكبر ، فالبرغم من كل التعتيم علينا وحصارنا كان صوتنا اعلى وبالرغم من حجبهم لاعلامنا ومنعنا من الدفاع عن انفسنا كان صوتنا يصل للاحرار في هذا العالم . فما يضحكنا اليوم ان الغرب يبحث عن مدخل للتقرب من دمشق ويحاول طرق ابوابنا والعرب متمسكون باغلاق ابوابهم في وجهنا وكان سورية هي التي اعتدت على العروبة ؟ واخيرا اختصر كل ما سبق بابيات للشاعر الدمشقي نزار قباني : انا يا صديقة متعب بعــــروبتي فهل العـــــــــروبة لعنة وعقاب أمشي على ورق الخريطة خائفا فعلى الخـــــــريطة كلنا أغراب أتكلم الفصحى أمام عشــــــيرتي وأعيد .. لكن ما هناك جواب لولا العباءات التي التـــــــفوا بها ما كنت أحســــب أنهم أعراب يتقاتلون على بقايا تـــــــــــــمرة فخناجر مرفوعة وحـــــــراب قبلاتهم عــــربية .. من ذا رأى فيما رأى قبلا لـــــــــها أنياب.