سورية والطريق للرئاسة..بقلم: رفعت البدوي

سورية والطريق للرئاسة..بقلم: رفعت البدوي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦

لا يحتاج المراقب إلى الكثير من الجهد والتبصر ليكتشف أن تحولات جدية في سياسات وتحالفات دول العالم بدأت تتشكل لترتسم معالم حقيقية تبشر بصحوة الشعوب التي انبهرت لعقود مضت بالميديا الكاذبة وسطوة الإعلام المضلل الذي ارتكز على تمويل شركات ومراكز دراسات أرادت غسل العقول وضرب المفاهيم والتخلي عن المبادئ الإنسانية لتسيطر الأنظمة الرأسمالية المتوحشة مترافقة مع ازدواجية المعايير لتبهر الشعوب بانتصارات وأمجاد زائفة ذخيرتها الحقيقية دماء الأبرياء وتدمير أوطان ونشر الخراب والفوضى فيها واقتلاع حكام أو اعتقالهم أو إخضاعهم لمحاكمات صورية ومن ثم إعدامهم أو حتى اغتيالهم بطريقة مخيفة بهدف إظهار انتصار مزور وصوري لبث الرعب في نفوس الشعوب الرافضة زيف الانتصارات التي رسمتها تلك الدوائر والمحطات الإعلامية ومراكز الدراسات التي أتقنت فن التقارير المزيفة.
إن مسلسل الأحداث في منطقتنا العربية ابتداء من مسلسل اجتياح العراق تحت أسباب ومسميات كاذبة تفتقر إلى كل المواثيق الدولية الضامنة لسيادة الدول على أراضيها باستعمال الأمم المتحدة التي أضحت مركزاً للانحراف والتزوير، يصب في خدمة مصالح الدول الطامعة بثروات بلادنا العربية بضرب كل بلد يشكل خطراً على أمن العدو الإسرائيلي لننتقل إلى ما سمي زوراً بالربيع العربي وإيهام الشعوب أنها ثورة لنيل الحقوق وتحقيق الديمقراطيات الآتية على ظهر دبابة غريبة أو بواسطة أجهزة مخابرات وجيوش أجنبية ترتوي من دماء شعبنا العربي.
إن مفاعيل زلزال نتائج الانتخابات الأميركية والإعلان عن فوز «دونالد ترامب» لم تزل ارتدادتها تضرب العالم الغربي وأوروبا واستتباعاً بعض العرب خصوصاً من يسبحون بفلك أميركا لأن نجاح ترامب الذي خالف كل التوقعات والرهانات وحملات الترويج من وسائل إعلام غربية كانت أم عربية جاء من خارج السياق على الرغم من الدراسات والأبحاث والميديا الإعلامية المزيفة مؤكدة فوز كلينتون بعد إقرارها أمام لجنة الكونغرس أنها كانت وراء ابتداع فكرة تنظيم «داعش» ومشتقاته وبتمويل عربي خليجي والهدف هو السيطرة على ثرواتنا العربية وقلب الأنظمة وضرب الجيوش والأنظمة التي تشكل تهديداً لأمن العدو الإسرائيلي بالأخص سورية والعراق والمقاومة.
إن صمود سورية الأسطوري كشف الزيف والكذب والتزوير الإعلامي ولا غلو في القول إن هذا الصمود غير وجه العالم ودفع الشعب الأميركي لمعاقبة الإمبراطورية الإعلامية ومراكز المخابرات والأبحاث التي أعمت بصيرة الشعوب وحرفت تفكيرها لتقول لقد قتلتم فينا الإنسانية وانكشفتم وجاء وقت حساب السطوة المالية المتوحشة وكسرها التي طالما تحكمت برقاب الأبرياء في كل من العراق وليبيا وسورية واليمن لتنطق في صناديق الاقتراع قائلة كفى كذباً ونفاقاً ولم نعد نثق بكم.
إن قوة ترامب أنه جاء متمرداً على الآلة التي تصنع الرؤساء ومن خارج دعم الشركات الكبرى، وخطورته أنه مول حملته الانتخابية من جيبه الخاص معلناً رغبته في التعاون مع روسيا بوتين وأنه يؤيد استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه ووجوب مساعدته في حربه على الإرهاب وبذلك أعلم الجميع أنه متحرر من أي قيود ليصبح الرئيس الأميركي الثاني بعد «جون كنيدي» الذي لم يكن أسيراً لتمويل الشركات الكبرى وصاحب قرار حر أيضاً.
بعد أميركا المفاجأة تضرب فرنسا بإعلان سقوط نيقولا ساركوزي في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية عقاباً له بعد انكشاف كذبه ودوره بالتآمر على ليبيا وسورية معلناً انسحابه من الحياة السياسية، «فرانسوا فيون» يتقدم الملف السوري كان حاضراً بقوة في المناظرة التلفزيونية الثانية للانتخابات التمهيدية لليمين في فرنسا بين «فرانسوا فيون» و«آلان جوبيه» لكن اللافت في ما قاله «فرنسوا فيون» أنه أعلن عن نيته إجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا وإيران لإيجاد حل سياسي في سورية ومحاربة الإرهاب في هذا البلد وضرورة احترام إرادة الشعب السوري مع إشارته إلى إخفاق سياسة فرنسا المتبعة منذ خمس سنوات.
النتيجه نجاح تقدم «فرنسوا فيون» نحو الرئاسة الفرنسية.
في لبنان العماد ميشال عون المتحالف مع سورية وحزب اللـه استطاع الفوز بلقب فخامة الرئيس ويسكن قصر بعبدا.
العالم يتغير والتحالفات تتشكل من جديد وسورية قلب العالم الجديد.
إن طريق الفوز بالرئاسة يمر بسورية ومن أراد الفوز وجب عليه أن يعترف بدور القيادة السورية وأن يحترم إرادة الشعب السوري.