بحثاً عن أسلوب .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

بحثاً عن أسلوب .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ١٩ يونيو ٢٠١٦

عندما يقرأ أحدنا نبأً يتعلق بـ "الأساليب" المتبعةلتربية الحيوانات الأليفة في الغرب عموماً، يسأل نفسه هل يصدق أم لا يصدق؟
وعادة يصدق ما يرد في النبأ، إذا ما دعّم بصورة الحيوان الأليف وقرأ أسلوب العناية به، وأحياناًإلى درجة إعداد حوض سباحة خاص به في أحد صالونات المنزل لا يقربه أحد، على غرار العناية بالكلب الشهير "فونزي"، هذا فضلاً عن تكليف من يعتني بتصفيف غرّته بعد خروجه من المسبح وتنشيف شعره بالسيشوار إلخ.
نحن، من حيث المبدأ، مع رعاية الحيوانات الأليفة، لا الكلاب فقط بل حتى القطط والقرود وسوى ذلك من حيوانات تتطلب وجودها ظروف معينة في داخل المنزل، لجهة الحماية أو القضاء على الحشرات وسوى ذلك من مهام.
وثمة قصص عن كلاب أنقذت حتى أصحابها من خطر داهمهم على حين غرة في وقت من الأوقات، ومنهم الكلب الذي أشرت إليه منذ قليل الذي أنقذ في عام 1987 طفلة من لدغة أفعى في غياب أهلها لمشاهدة فيلم كان يعرض في الحي القريب من مكان سكنهما، فكان هو ضحية لسعة الأفعى السامة بديلاًمن الطفلة. ولا ننسى في هذه المناسبة الكلب البوليسي الشهير"لاسي" الذي كنا نراه ونحن أطفال في دور السينما يؤدي مهام دقيقة كنقل الرسائل من معسكر صديق إلى آخر في ساحات المعارك مع خطورة قيامه بمثل هذا العمل، كتعرضه في كل خطوة يخطوها لعملية قنص من أعداء.
وهنا تبقى ثمة غصّة في الحلق، عندما يشاهد أحدنا أو يقرأ عن طفل أو شاب في عمر الورد، يستلقي على رصيف شارع، خصوصاً في أحد شوارع المدينة التي تتوسط حياً تزينه القصور أو البيوت المرفهة، ولا يحرك أحد من أصحابهاساكناً. هنا فقط يتساءل أحدنا، بينه وبين نفسه، ناظراً إلى هذا الطفل أو ذاك الشاب أو الشابة، يتساءل ترىهل كان أحد هؤلاء يتمنى لو خلق حيواناً أليفاً لا كائناً بشرياً حرم من رعاية أو عطف بين أهل بلده؟
في الغرب، تحرص العائلة التي تقرر القيام بجولة سياحية خارج مكان إقامتها، تحرص على تأمين سلامة واحتياجات حيواناتها الأليفة باستئجار غرف مخصصة لإقامتها خلال فترة غياب أصحابها، ومع هذا كثيراً ما قرأنا عن حيوانات أليفة أصيبت بحالة اكتئاب أو بمرض نفسي حتى عودة أصحابها إلى المنزل!!
فما بال هذا الإنسان الذي يفترش أرض شارع أو فسحة في حديقة عامة، وقد حرم حتى من النوم في كثير من الأوقات،ومع ذلك قرر أن يبقى صامداً متحدياً كل ما يعيق إرادة البقاء لديه؟
إنَّه السّر الكامن في هذا الكائن التي يعرّف بأنَّه حيوان ناطق.
iskandarlouka@yahoo.com