التعاطي السطحي مع الحقائق يخدم الأغراض الخبيثة .. بقلم: د. فائز الصايغ

التعاطي السطحي مع الحقائق يخدم الأغراض الخبيثة .. بقلم: د. فائز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ١٨ يونيو ٢٠١٦

دولة تسحق الحريات.. وتنقل عدوى إسلامها المريض إلى أنحاء العالم.. تمول وتحرض على الكراهية والحقد وتدمر الطموح عند الشعوب والمبادرات الإنسانية.
 هذا بعض مما تناولته صحيفة " الإندبندنت " البريطانية في مقال نشرته مؤخراً... وهو غيض من فيض من الممارسات السعودية على الساحتين الداخلية والخارجية.. ومما تناولته الصحيفة بالنقد اللاذع استعداد السعودية بناء (200) مسجد في ألمانيا لخدمة المهاجرين "وهابياً" بينما لم تعرض السعودية "والحديث للصحيفة " أي مبلغ لإعادة اللاجئين إلى بلدانهم أو تلبية حاجاتهم الحياتية.
الصحيفة وبقلم كاتبتها ياسمين براون حذرت من انتشار المدارس والمواقع الإلكترونية الناطقة باسم الوهابية الإرهابية التي تشكل هي والمساجد أحصنة طروادة للفكر الوهابي والأهداف السعودية.
ما أريد الوصول إليه هو مقارنة سطحية وعلى عجل بين الإعلام العربي والإعلام الغربي تجاه مقاربة خطر الوهابية الذي تجاوز خطر الصهيونية بأشواط، مع أنهما يخدمان بعضهما بعضاً في السباق المحموم نحو الابتلاع والمصادرة والاستيلاء على الأرض وابتلاع ومصادرة العقول والأدوات المسخرة والاستيلاء عليها.
الدمار الذي تنتهجه الوهابية يخدم بالضرورة الدمار الممنهج الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه لتدمير الشرق الأوسط ودوله وفي المقدمة الدول التي قاومت ولا تزال تقاوم الوجود الإسرائيلي.. بمعنى دول ومؤسسات المقاومة.. وهذا ما يجري الآن يومياً.
إعلام العالم العربي والخليجي منه على وجه التحديد يسوق لهذه السياسة التدميرية، بينما ينتقدها الإعلام الغربي أو بعضه على الأقل ولو بين الفينة والأخرى.
 في هذا الميدان المعركة إعلامية بامتياز، الصمت العربي إسهام، والتجاهل لخطورة النهج الإرهابي للوهابية تورط مباشر أو غير مباشر.
حتى التعاطي الإعلامي العربي مع فضيحة الأمم المتحدة وأمينها العام رفع اسم السعودية من اللائحة السوداء كان تعاطياً سطحياً، والسطحية بهذه الحالة تخدم الأغراض الخبيثة، ويفسح في المجال أمام المتهم لملمة أوراقه من جديد، ومن ثم تخفيف الوقع والتأثير.
صحيح أن السعودية تملك "قبيلة" من الإعلام العربي والغربي المأجور وهي تهدد الجميع بمن فيهم الأمم المتحدة ومنظماتها وأمينها العام، لكن للإعلام سطوته كسلطة رابعة ينبغي أن يتحرر من الهيمنة النفطية والدولارية كما فعلت "الإندبندنت" ولو على استحياء.
قاومت السعودية قرار الأمم المتحدة.. وصادرت من قبل قرار الجامعة العربية واستثمرت في رخص وسقاطة المسؤولين في المنظمة العربية وشغفهم بالمال وخاصة إبان الربيع العربي القذر، واشترت تاريخ عمر موسى في لحظاته الأخيرة، وفتح موسى البازار فسقط من بعده ومن هو مرشح والذي لا يهمه السقوط السياسي فضلاً عن المالي وعلاقته مع تسيبي ليفني التي اعترفت بأن ممارسة الجنس يخدم مصالح إسرائيل، وهي لم تستح من إعلان أبرز رموز قائمتها الكبار أرباب المسؤوليات العربية وأرباب القضية الفلسطينية.
وحده الإعلام السوري الذي يتصدى بأدوات متواضعة وتمويل أكثر تواضعاً لا بل دخل الإعلام السوري زمن التقنين الكهروصحفي.
ودام عزك يا وطن.