الجغرافية لغة النصر لا تحتاج إلى ترجمة.. بقلم: د. فائز الصايغ

الجغرافية لغة النصر لا تحتاج إلى ترجمة.. بقلم: د. فائز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ٤ يونيو ٢٠١٦

يتعاطون السياسة بحكمة وهدوء وثقة بالنفس، من دون المساومة على القرار العسكري، مادام السياسي يحتمل المماطلة ومنح الهدنات والتهدئات، وفي الوقت نفسه يفسح في المجال أمام القرار العسكري.
هكذا يعمل الجانبان الروسي والسوري...خبرة ومعلومات وميدان الثاني في خدمة تكنولوجيا وإمكانات الأول وبالعكس.
لن تتردد روسيا، وفي كل خطوة بالتنسيق مع الجانب السوري في ضرب إرهابيي جبهة النصرة ومن معهم ممن لم يعزل نفسه عنهم حتى اللحظة.. خطورة جبهة النصرة بعد تلقيها الدعم المالي واللوجستي في فترات التهدئة تزداد وتتفاقم، بحيث بات من الضروري للغاية تحديد ساعة الصفر.. هذا إذا ما تم تحديدها خلال صدور هذا العدد من المجلة.
قيام الروس بالاستعدادات اللوجستية، ما نشر عنها وما لم ينشر، ومنها زج قوات برية وتنشيط التنسيق مع الجيش العربي السوري والذي لم ينقطع يوماً يشير إلى أن عملية عسكرية مدروسة وواسعة ومتقنة ستنطلق خلال الأيام القليلة القادمة، خصوصاً بعد فشل الأمريكي ومن في إمرته من تحقيق أي تقدم باتجاه الرقة. لا بل أدت العملية الأمريكية إلى تنشيط التنظيم الإرهابي بما يوحي أن الإرهاب قوة جبارة عجزت أمريكا ومن معها على تحجيم قوته أو تحرير الرقة منهم.
أهمية العملية الروسية - السورية المشتركة والمنتظرة تكمن في توقيتها.. أي إنها جاءت بعد الفشل الأمريكي المتعمد لتدفع بجدية الروسي وإصرار السوري لإثبات العكس تماماً... وخصوصاً أن التعاون والتنسيق الأمريكي التركي في الشمال لم يؤت ثماره المرجوة الأمر الذي جعل من هذا التنسيق المشبوه غير قابل للحياة وسط تناقضات بين مصالح الطرفين.
 التركي في مأزق حقيقي سواء في الداخل أم في علاقاته مع دول الجوار ودول أوروبا وبخاصة مع ألمانيا التي اتخذ برلمانها قراراً تاريخياً يدين فيه المجازر الأرمنية واستدعاء تركيا سفيرها في برلين بما يؤشر إلى أزمة تصعيدية بين البلدين ومنهما إلى أوروبا ومن خلف ذلك إلى أمريكا.
لاشك بأن القرار الروسي السوري المشترك سياسياً وعسكرياً يأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات، ويوظف كافة المعلومات، بحيث سيتحقق المطلوب بنفس القوة والسرعة المخطط لهما بعناية.. ولا أبالغ إذا ما قلت - وأنا أجتهد - بأن تحرير الرقة من الإرهاب بات قاب قوسين.. إضافة إلى قصف وإضعاف الإرهاب في شمال حلب بعد الإنذار السوري الروسي المشترك تمهيداً لتحرير المدينة أيضاً.. عندها يتداعى المعنيون لدعوة جنيف من جديد وسط معطيات وأوراق أكثر دقةً وحسماً من أي وقت مضى.
هي لغة الجغرافيا السورية التي لا تحتاج للترجمة، وهي لغة يعرفها الروسي منذ عقود، ويدافع عنها السوري منذ الأزل، ولا يفرط في شبر واحد منها.. لا بل يتطلع إلى سورية الكبرى.. سورية الأم.