عندما تُقرع كؤوس البراندي والجن واللبن الحلال.. الغرب والوهابية وحماية الإرهاب

عندما تُقرع كؤوس البراندي والجن واللبن الحلال.. الغرب والوهابية وحماية الإرهاب

تحليل وآراء

السبت، ١٤ مايو ٢٠١٦

يجلس الأمريكي والبريطاني في حانة المؤامرات، يقرعان كأسي البراندي والجن بتفاخر، احتفالاً بما تم الاتفاق عليه، لا تمض لحظات حتى يدخل من باب الحانة ملتحٍ بدشداشة رافعاً كأس اللبن "الحلال" صارخاً الله أكبر هل بدأ الجهاد!.
يتآخى الثلاثة عند ذبج ختم الشيطان على ورقة التفاهم، لتصدر بعدها فتوى يبثها الوهابي وموقف سياسي تتخذه كل من واشنطن ولندن، لم لا فالفتوى في عرف الوهابية كالقرار النفعي الخبيث لكل من الأمريكي والبريطاني في عالم السياسة.
لم تعد أحفوريات التاريخ التي ملأت أدمغتها رمال التعصب مصنفةً على لائحة الإرهاب والتطرف، ولو كانت على عقيدة داعش، حركات كأحرار الشام وجيش الإسلام أدوات تتمتع بعمر أطول من الجماعات الأخرى التي خسرت واشنطن والرياض الرهان عليها في الميدان السوري.
فقد عرقلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا طلباً روسيا في الأمم المتحدة لإدراج "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" في قائمة العقوبات الأممية المفروضة على المجموعات الإرهابية، فما هي أهداف تلك الحركة الأمريكية ـ البريطانية؟
أولاً إن عدم تصنيفها كإرهابية يعني شمولها باتفاق الهدنة وضمان عدم استهدافها من قبل الجيش العربي السوري، على اعتبار أن الاتفاق يقضي بضرب الجماعات المصنفة إرهابياً فقط، وهنا يظهر الطلب السعودي واضح في حماية هذه الجماعات، لا سيما جيش الإسلام، وهذا الموقف بحد ذاته هو محاباةً للرياض وحتى تركيا الداعمة لحركة أحرار الشام أيضاً.
كما أن عرقلة تصنيف هذه العصابات كإرهابية، سيعطيها شرعية غربية وذلك أشبه بضخ الأكسجين في عروقها، وكأن الرسالة الغربية لتلك الجماعات هي رسالة تطمين بأن الدعم السياسي والدبلوماسي مستمر لها، فضلاً إفهامها بأنها ستكون جزءاً من حل سياسي إذا ما تم التوصل إليه، فيما يرى بعض المراقبون أن هذا الموقف الغربي يعني أنه لا توجد نوايا حقيقية لدى واشنطن بحل سياسي للأزمة، بل أمريكا تناور حالياً بهذا الشأن ريثما تنتهي ولاية باراك أوباما وتأتي الإدارة الأمريكية الجديدة والتي ينتظرها النظام السعودي بفارغ الصبر أيضاً.
الروس مصرون على اعتبار كل من أحرار الشام وجيش الإسلام حركات إرهابية، وهذا يدل على نوايا روسية باستهداف تلك الجماعات، خصوصاً وأن موسكو أعلنت بأن هذه الميليشيات على علاقة مع جماعات مصنفة إرهابياً كجبهة النصرة وتحصل منها على الدعم العسكري واللوجستي، مما يجعلها هدفاً للطيران الروسي، وهو ما دفع بواشنطن ولندن وباريس لعرقلة القرار الروسي حمايةً لها في الوقت الحالي.