الإنتخابات السورية... منطق الدولة ينتصر!..بقلم: عباس الزين

الإنتخابات السورية... منطق الدولة ينتصر!..بقلم: عباس الزين

تحليل وآراء

الخميس، ١٤ أبريل ٢٠١٦

 بيروت برس -
تقف سوريا اليوم امام تحديات كبيرة فيما يخص الأزمة التي تعصف بها منذ خمس سنوات، وتتجاوز يومًا بعد يوم العقبات التي تحول دون استقرار الوضع الأمني والسياسي فيها. وامام الإستحقاقات الميدانية، والإنجازات التي يحققها الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء، تبرُز الى الواجهة قدرة الدولة السورية بمختلف اركانها الرسمية، على إظهار الوجه الديمقراطي للعملية الإنتخابية، وانتقال السلطات.
أعطت إنتخابات مجلس الشعب السوري التي حصلت مؤخرًا على الأراضي السورية، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، صورةً واضحةً عن قدرة الدولة السورية، في إنجاح العمل المؤسساتي الرسمي بالتوازي مع العمل العسكري. وتكمن أهمية تلك الإنتخابات في الرسائل التي وجهتها بمختلف الإتجاهات داخلية و خارجية.
علي الصعيد الداخلي، أكدت الحكومة السورية إلتزامها بالدفاع عن كامل الأراضي السورية، والعمل المتواصل على الصعد السياسية والعسكرية لعودة جميع الأراضي السورية لحكم الدولة حصرًا، بعيدًا عن التقسيم او المساومة، بالإضافة الى ثبات الدولة السورية على موقفها من التفاوض او الحوار مع المعارضة الداخلية، حيث ان تلك المفاوضات يجب ان تحصل تحت رعاية مؤسسات الدولة، التي يعود انتخابها للشعب فقط. وقد شكلت الإنتخابات تحديًا كبيرًا للمجموعات المسلحة والظروف القاسية التي تمُر بها البلاد، فبالرغم من التهديدات الأمنية والإرهاب المتنقل بين المحافظات السورية، فرضت المؤسسات العسكرية السورية أمنها على كامل المحافظات التي جرت فيها الإنتخابات، واستطاعت حماية مراكز الإقتراع والمنتخبين من المواطنين السوريين، مؤكدة ان الجيش السوري وقيادته السياسية لديهم الحق الوحيد في حماية الشعب السوري، والحفاظ على سلامة أراضيه.
على الصعيد الخارجي، وفي سياق الحملات العالمية التي تُقام ضد الحكومة السورية، عبر إتهامها بعدم حيازة الشرعية من قبل الشعب، وجهت إنتخابات مجلس الشعب، صفعة قوية لتلك الحملات، وأكدت على تماسك السلطات السورية، لا سيما ما يخص قدرتها على تنظيم تلك الإنتخابات، وما رافق ذلك من إقبالٍ كثيف من قبل الشعب السوري على مراكز الإقتراع، مما يدل على ثقته بالحكومة السورية وجيشها، بالإضافة الى سعيه لإنجاح تلك العملية الديمقراطية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، وهذا ما يجعل من الصعب على الدولة الخارجية الداعمة للمجموعات المسلحة من فرض اجنداتها، بعيدًا عن خيارات الشعب السوري.
وفي سياق ذلك، افتتحت المراكز الانتخابية في سوريا أبوابها عند الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء، أمام المواطنين السوريين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني، حيث بدأ الناخبون بالتوافد إليها، ويبلغ عدد المراكز الانتخابية نحو 7300 مركز، موزعة في مختلف المحافظات ،ويتنافس نحو 3500 مرشح على 250 مقعدا في مجلس الشعب، وكانت اللجنة القضائية العليا للانتخابات أحدثت في 28 آذار الماضي، مراكز انتخابية لدائرة محافظة ادلب الانتخابية في محافظات دمشق وحماة واللاذقية وحلب وطرطوس، ومراكز انتخابية لمحافظة الرقة في دمشق وحماة واللاذقية وطرطوس والحسكة، ولمحافظة حلب في حلب ودمشق واللاذقية وطرطوس، ولمناطق محافظة حلب في مناطق حلب ودمشق واللاذقية وطرطوس، ولمحافظة دير الزور في دير الزور ودمشق والحسكة، ولمحافظة درعا في درعا ودمشق وريف دمشق والسويداء، وذلك في سبيل تأمين الحق الإنتخابي لجميع فئات الشعب السوري، على كامل الأراضي السورية، رغم وقوع بعضها تحت سيطرة المسلحين.
في غضون ذلك، أدلى الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته بصوتيهما في انتخابات مجلس الشعب، وذلك في المركز الانتخابي المقام في مكتبة الأسد بدمشق، وأثناء الخروج من المركز، قال الرئيس الأسد في تصريح للإعلام "إن الشعب السوري يخوض حربًا عمرها خمس سنوات تمكن الإرهاب خلالها من سفك الدماء البريئة وتدمير الكثير من البنى التحتية إلا أنه فشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو تدمير البنية الأساسية في سورية أي البنية الاجتماعية للهوية الوطنية.. لذلك فإن مشغلي الإرهابيين وأسيادهم تحركوا باتجاه مواز تحت عنوان سياسي هدفه الرئيسي هو ضرب هذه البنية الاجتماعية وضرب الهوية الوطنية اللتين يعبر عنهما الدستور".
من جهةٍ أخرى، وفي سياق التعليقات الخارجية على الإنتخابات السورية، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "إجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا يضمن عمل المؤسسات ويمنع حدوث أي فراغ سياسي"، وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأرجنتينية سوسانا مالكورا في موسكو، أن "إجراء الانتخابات البرلمانية في سورية اليوم أمر طبيعي تماما لأننا نرى أن هذه الانتخابات تضمن عمل المؤسسات التي ينص عليها الدستور الحالي للبلاد".