قناة الأورينت (قناة داعش الرسمية).. بقلم: غسان يوسف

قناة الأورينت (قناة داعش الرسمية).. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٦ أبريل ٢٠١٦

دأبت قناة المشرق (الأورينت) ومنذ انطلاقتها سنة 2007 قي الإمارات العربية المتحدة على إثارة الفتن الطائفية والقومية في سورية, ما أحدث ترقباً في الشارع السوري ليثبت فيما بعد بأن من أطلق تلك القناة كان يُبيت أمراً ما لسورية الدولة والمجتمع.
أما بعد اندلاع الأحداث في سورية عام 2011 فبدأت القناة هجومها الشرس على الدولة كغيرها من قنوات الخليج التي سخرت كل إمكانياتها لشيطنة الدولة السورية وتنفيذ كل ما تؤمر به من الخارج حتى أصبح الخبر على كل القنوات الأمريكية والإسرائيلية والعربية نسخة طبق الأصيل  إذا كان يخص الموضوع السوري.
القناة تعتبر كل ما تقوم به العصابات الإرهابية من قتل وذبح وتقطيع ضد المواطنين السوريين عملاً مبرراً كما حدث عندما دخل ما يسمى جيش الاسلام إلى عدرا وحرق الأطفال في الأفران أو عندما دخلت عصابات أحرار الشام وصقور العزة وغيرها من التنظيمات القاعدية قرى ريف اللاذقية حيث تم بقر بطون النساء وتعليق الأطفال على الشجر وكما حدث أيضاً عندما دخلت داعش إلى قرية المبعوجة في سلمية أو منطقة الشدادة في الحسكة .. الخ
تشمت الأورينت علناً بضحايا التفجيرات التي تقوم بها المنظمات الإرهابية في مناطق سيطرة الدولة وتعتبر من يسقط هناك قتيلاً نال جزاءه لأنه مع النظام, لا تستخدم الأورينت كلمة داعش أو منظمة إرهابية وإنما تقول (تنظيم الدولة) أما مقاتلو جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام الذين يكفرون ويذبحون ويقطعون مثلهم مثل داعش كون العقيدة واحدة فتصفهم بالثوار!
كل ما تقوم به الدولة السورية وحلفاؤها من محاربة الإرهاب تدّعي الأورينت أنه يستهدف المدنيين ... فالطيران سواء كان سورياً أو روسياً لا يستهدف إلا المدنيين حصراً، أما عناصر داعش فهم من أبناء البلد - ولا يوجد أجانب أبداً - انضموا إلى داعش مكرهين, لكن الواضح أن تعامل الأورينت مع عصابات داعش بات مفضوحاً فقد اخترق الدواعش موقع القناة وهدّدوا إدارتها بتسريب معلومات عن (1600) شخصية تتواصل معها القناة!
تعامل الأورينت مع كادرها يحيّر المشاهد، فمذيعات الأورينت يضعن المكياج (الضاهج) ويلبسن أحدث الموديلات فكل مذيعة عليها أن تلبس تنورة لفوق الركبة بشبر وفي الوقت نفسه عليها أن تمدح وتمجد إنجازات داعش والنصرة وهما النموذجان المفضلان لدى القناة, والسؤال ماذا سيكون مصير مذيعات الأورينت على فرض أن كلاً من داعش والنصرة سيطرتا على سورية وأقامتا الدولة الإسلامية الموعودة.
المشكلة في الأورينت أن مديرها غسان عبود الذي يتبنى الأفكار الإسلامية المتطرفة يوقظ الفتنة عن سابق دراية وتصميم حتى إن نشرات الأخبار أو برامج الحوارات، هي أقرب إلى إقحام رأي متطرف وفرضه على المشاهدين وعندما لا يعجبهم رأي الضيف يُشتم ويُقمع ويُقطع عنه الهواء!
الأسلوب نفسه تستخدمه إدارة القناة مع موظفيها أثناء رفضهم أو مناقشتهم للسياسة التي تتبعها القناة في نشر الفتنة والتفرقة الطائفية, بحسب الكثيرين ممن تركوا القناة لعدم تحملهم الكذب والتحريض المتواصل.
أفضل لقب يجب أن يُطلق على هذه القناة هو أنها (قناة فتنة), لكن السؤال أين أصبح ميثاق الشرف الإعلامي العربي؟ أليس من العار أن يُسخِّر بعض العرب تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي لملاحقة كل فضائية معادية لإسرائيل واتهامها بدعم الإرهاب, والقنوات التي تعرضت لذلك كثيرة سواء في سورية أو لبنان أو فلسطين، في حين أن قنوات الفتنة تتكاثر كالنمل على أقمار البث الفضائية العربية!!