ملامح المرحلة القادمة.. من يرسمها؟.. بقلم: ميساء نعامة

ملامح المرحلة القادمة.. من يرسمها؟.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٧ فبراير ٢٠١٦

المعجزات التي يحققها الجيش العربي السوري على كافة الجبهات، ويسحق فيها الإرهاب أينما حلت براثنه التدميرية والإجرامية، هذه المعجزات هي من يرسم ملامح المرحلة القادمة التي توازي بين التفاوض السياسي والاستمرار في محاربة المجموعات الارهابية التي تقاتل نيابة عن أسيادها.
السؤال الجوهري الذي يفتح الباب على حقائق عدة: لماذا تقاتل جيوش المرتزقة الإرهابية عن الجيوش الغربية عموماً وعن الجيش الأمريكي خصوصا؟ وهل الجيوش الغربية قاصرة عن استجرار قواتها البرية الى سورية؟
لابد من العودة بالذاكرة الى المستنقع الأسود الذي وقعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خلال احتلالها للعراق الشقيق، وكيف تألب الرأي العام الأمريكي على الإدارة الأمريكية مع كل وجبة صناديق خشبية تحتوي جنوداً أمريكيين، ومع عودة الكثير من الجنود الى مصحات نفسية أمريكية ودور الرعاية الطبية بعد تشوهات الحرب.
ولأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تذرف دموع التماسيح على مواطنيها، ولا ترغب في التعاطف الكاذب مع أهالي جنودها، لذلك اختارت الطريق الأسهل، تجنيد أعداد كبيرة من الخارجين عن القانون الأمريكي والغربي وتدريبهم وزجهم في الحرب على سورية، ورعاية وحضانة المجموعات الارهابية المتطرفة في الوطن العربي وزجها في الحرب على سورية.
ليأتي الاتفاق بين القطبين الروسي والأمريكي على وقف إطلاق النار باستثناء قتال جبهة النصرة وداعش منسجماً مع المنهجية الأمريكية الجديدة في إدارة الهزائم و حفظ ماء وجهها أمام قدرات الجيش العربي السوري وحلفائه في تحقيق الانتصارات المتتالية على إرهاب مسنود من أقوى وأغنى الدول في العالم.
وإلى أن يرفع المتآمرون رايتهم البيضاء بعد استنفاد ما بقي من خططهم، تمضي سورية مع الحلفاء في تحقيق الانتصارات على جبهات القتال، وإعادة  الاستقرار الذي بات المطلب الأساسي لجميع السوريين المترقبين لعودة الروح إلى جميع شرايين الحياة السورية.