سرقة الياسمين من شوارع الأغنياء.. بقلم: أحـلام رفــاعــي

سرقة الياسمين من شوارع الأغنياء.. بقلم: أحـلام رفــاعــي

تحليل وآراء

الخميس، ١١ فبراير ٢٠١٦

تتأبط كتبها وتنزل المدينة لتنهل من العلوم وتدخل الجامعة... فكانت تتوه في شوارع المدينة الكبيرة وترى الشوارع الذهبية وعلى جانبيها المنازل الملونة والمرتبة وأمامها حدائق الورد.
فاتخذت من أحد هذه الشوارع طريقاً لها إلى المدرسة، كانت تمشي بهذا الشارع وتنسى نفسها وتعبئ نظرها في هذه الأشياء الجميلة وتمتلئ ونفسها برائحة الياسمين، ومن ثم تذهب إلى البيت تحلم بمنزل من هذه المنازل وبمقعد في أحد هذه الحدائق.
أصبح الشارع الذهبي جزءاً أساسياً من حياتها، فاتخذت منزلاً من أحد هذه المنازل تقطف كل يوم ياسمينة واحدة وكأنها حصلت بها على أعظم الهدايا... وعلى أثمن وأبسط الأشياء.
وفي أحد الأيام بينما تقطف ياسمينة من شجرة الياسمين على جدران السور رآها شخص من على (فرندة) المنزل فهرع وراءها فركضت وهي تضم هذه الزهرة وتنظر وراءها تسقط تارة على الأرض وتارة تركض.
وفي اليوم الآتي تكررت سرقة الياسمين وكأن هذا الشاب يجلس بجانب الشجرة ومن دون أن تراه أمسك بيدها وأدخلها وسألها عن سر قطف ياسمينة كل يوم.
فتكلمت له عن الحلم الذي يراودها عن حبها العظيم للشمس والياسمين وكم تتمنى أن تجلس يوماً في حديقتهم ثم تموت من بعدها...
فاهتز لكلماتها ورأى الصدق في عينيها، ثم اتفق معها على الذهاب إلى أسرتها لطلب يدها وفي فترة الخطبة ذهبت إلى بيتهم رأتها والدته ونظرت إليها نظرة سخرية واستهزاء وقالــت: إن هذا المنزل والشارع الغني لا يقبل بفتاة مكانها القبر ولونها لون أوراق أشجاره التي تسقط على الأرض في الخريف.
وهنا فتحت باب المنزل لتأخذ ياسمينة وتهرع إلى بعيد وتزرع في روحها ياسمينة تنشر شذاها على كل الناس الحالمين برائحة الياسمين بعد أن علمت مكانها ليس في شارع غني... وآمنت إنه بإمكانها زرع الياسمين وقرنفل وفل في نفسها بشمس روحها...
وبعد سنين زرتها بعد أن أصبحت إحدى الطبيبات المشهورات فأدهشني الياسمين الذي يتعانق مع باب منزلها...
وسألتها عن سر هذا المنزل وهذه الحديقة فأجابـت:
زرعتها بالتعب والعلم والسهر.
***