عرش ملكي أم منبر للتسول؟!

عرش ملكي أم منبر للتسول؟!

تحليل وآراء

السبت، ٦ فبراير ٢٠١٦

في الأردن يتحول العرش الملكي إلى منبر للتسول، يُرفع الصولجان الملكي لاستجداء العطايا الدولية لا لإصدار الأوامر، وتُنفخ أبواق الخطر والخوف من الفقر في مملكة قائمة على الديون والمساعدات والقروض والودائع مقابل مواقفها السياسية!
في جديد مسلسل التسول الملكي قال الملك الأردني عبد الله الثاني خلال مقابلة أجرته معه قناة "بي بي سي" إن شعبه بلغ درجة الغليان نتيجة المعاناة التي تسبب بها نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن، لأنهم حملوا الأردن أعباء اجتماعية واقتصادية كبيرة، وأن على المجتمع الدولي توفير المزيد من العون إذا كان يتوقع أن يستمر الأردن في استقبال اللاجئين.
منذ أربعة أعوام وحتى الآن والنظام الأردني لم يتوانَ عن تنظيم حملات تسول لجمع مبالغ مالية من الأنظمة الإقليمية والمجتمع الدولي، كثير من تلك المبالغ المالية التي جاءت تارةً على شكل مساعدات وهبات وتارةً على شكل ودائع ضخمة في البنوك الأردنية، كانت بمثابة رشوة لعمّان مقابل موقف سياسي مما يجري في سورية، وفعلاً نفذ الأردن المطلوب منه، وشارك بتدريب الجماعات الإرهابية على أرضه وفتح حدوده لها، فضلاً عن تعاونه الاستخباراتي مع الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية والخليجية، وتشكيل غرف عمليات لقيادة معارك الجماعات الإرهابية ضد الجيش العربي السوري، لكن تقدم الجيش في الكثير من المناطق ولا سيما في درعا، أصاب النظام الملكي المهترئ والنظام الوهابي الممول له بالصدمة.
إن معاودة الأردن المطالبة بمساعدته على تحمل ما سماها أعباء اللاجئين، هو بمثابة استغلال جديد لهؤلاء اللاجئين، يريد الملك الأردني مبلغاً آخر لقاء موقف جديد، وهنا أراد الملك تنفيس غضب شعبه من جهة من تصريح كهذا، وفي ذات الوقت محاولة إحراج بعض المجتمع الدولي من خلال التمهيد لفكرة أن الملك أمام أمرين: إما أن يتزود بالأموال مقابل وجود هؤلاء اللاجئين وإما أنه سيتظاهر بتنفيذ مطالب شعبه الغاضب من وجود هؤلاء، وهنا يكون الاستغلال على الجانبين استغلالاً للمجتمع الدولي واستغلالاً للاجئين السوريين من خلال التسول باسمهم.