جبل التركمان تحت المجهر الروسي .. بقلم: علي مخلوف

جبل التركمان تحت المجهر الروسي .. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥

قريباً سيتحول ريف اللاذقية الشمالي إلى مسرح عمليات عسكري تتجه إليه كل الأنظار، والسبب سقوط طائرة روسية واستهداف طاقم صحفي روسي في حادثتين متزامنتين في "جبل التركمان وسلمى".
الأتراك وقبل هذا التصعيد كانوا قد استدعوا السفير الروسي لدى أنقرة احتجاجاً على استهداف التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، علماً بأن هؤلاء "التركمان" هم ذاتهم الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش العربي السوري.
بعض المراقبين يرى بأن إسقاط السوخوي الروسية سيكون بمنزلة نكش لعش الدبابير، بمعنى آخر لن يسكت الروس وسيردون بقوة، لكن كيف؟
بطبيعة الحال لن تندلع حرب إقليمية أو عالمية، ولن تقدم موسكو على ضرب أنقرة بالمعنى التقليدي العسكري، لكن ما سيحدث هو أن السماء ستتلبد فوق ريف االلاذقية الشمالي وبالتحديد فوق جبل التركمان وسلمى، فضلاً عن أن الأجواء السورية ستشهد تحليقاً لصواريخ روسية مجنحة بعيدة المدى ستهبط على أهدافها التركمانية المحصنة منذ سنوات في تلك المناطق الجبلية الوعرة، بالتالي فإن كثافة نارية مهولة ستُفتح على أدوات أنقرة من التركمان في الريف اللاذقاني، وسيكون للجيش العربي السوري مهمة الزحف البري لإنهاء التواجد الإرهابي للمتعصبين عرقياً المجاهرين بانتمائهم لتركيا رغم أنهم كانوا مواطنين سوريين!. أيضاً فإن أسر طيار روسي، سيكون له مفاعيله الأخرى، وبما أن الروس متواجدون في قاعدة حميميم الساحلية التابعة لمحافظة اللاذقية التي ينشط في ريفها الشمالي موالون إرهابيون لتركيا "التركمان" فإن السيناريو القادم سيكون أقرب لجبال ملتهبة، وبالأخص جبل التركمان.
تصريحات موسكو بأن المقاتلة كانت على ارتفاع ستة كيلومترات وعن أنها أُسقطت من الأرض لا من الجو، كما حاولت أنقرة أن تروج، يعني بأن موسكو أرادت أن تقول للأتراك: إنها تعلم بأن أنقرة لا تجرؤ أبداً على القيام بفعلة كتلك، وأنها تعلم أيضاً بأن ما أسقط مقاتلتهم هي صواريخ مضادة للطائرات حصلت عليها الجماعات المسلحة مؤخراً من قبل المحور " السعودي ـ القطري ـ التركي".