"غودو" لا يحب المتشددين.. ولكن..!؟.. بقلم: عبد السلام حجاب

"غودو" لا يحب المتشددين.. ولكن..!؟.. بقلم: عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢١ أكتوبر ٢٠١٥

كم تمنيت أن أكون بينهم وهم يحاصرون الحصار في دير الزور، حباً للوطن، وتمسكه بالأرض والبيت والعجاج، وجنى العمر، فلا سياحة فكرية تفتنهم ولا سياسة سيادية تغريهم، ولا يعنيهم إن وصف "المعارض المزمن" غودو الذي أصابته علة الحول السياسي فوق تلة الانتظار، الصابرين والصامدين الصادقين، بأنهم متشددون، وكأن التشدد في حب الوطن، اتهام وليس معيار وطنية، وأن مغازلة الإرهاب أو الانخراط في جرائمه ليست عاراً وخراباً يضرب العباد ويفتت البلاد. أليس في الأمر شبهة موصوفة وعور أخلاقي لتغطية ما هو مشين!؟
ولكن، سواء غضب المعارض "غودو" أو امتعض مثيله، أقول، نعم أنا متشدد لدحر آخر إرهابي عن سورية وأن يكون الشريك في الوطن، متشدداً في مواجهة الإرهاب، فتصبح سورية جامعة، مانعة، بمواطنيها وأرضها وعناوينها، فلا من يفتت ولا من يبدد، ونرى الاتهام يسقط وصاحبه ودوافعه ركاماً لا يفيد أشبه بأرض قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت زرعاً أمام كبرياء التشدد في حب الوطن.
ولعل الغريب والعجيب في آن معاً، أنه بعد سنين عجاف تقترب من الخامسة، يعيشها السوريون على صفيح ساخن من الإرهاب متعدد الأشكال والأجندات، تجد "غودو المعارض" ومن على شاكلته، يتحدث عن صلابة السوريين ودفاعهم عن المسائل الوطنية في السياسة والميدان، فيصفه بأنه تشدد من دون أن يرف له جفن. ويتطاول على الدولة السورية وحقوق مواطنيها وما تمثله من شرعية دستورية وقانونية ويصفها "نظام" وصمود السوريين وتضحيات جيشهم على أنها لمتشددي "النظام" مطلقاً لعوره الأخلاقي العنان إلى جانب من يسميهم "معارضة مسلحة" تدينها المواثيق والأعراف والقوانين الدولية طالما أنها تستخدم السلاح ضد الدولة الوطنية.
ألا يعني ذلك أجندة مخفية، تبحث عن مكان في وقت ضائع، حتى إنها لم تقرأ فنرى كلام الرئيس بشار الأسد إلى وسائل إعلام روسية، حيث أكد "على كل القوى الاتحاد في مواجهة الإرهاب لأنه الطريق إلى الأهداف السياسية التي نريدها نحن كسوريين، عبر الحوار والعمل السياسي".
المشكلة أنهم لا يقرؤون حتى لا أقول إنهم يقرؤون في كتاب لغير السوريين فأقطع رغبة بالتواصل، فهذا الغير ليس وطنياً ولا تعنيه مصلحة سورية، ولا مصلحتهم في نهاية المطاف، لكنهم يصرون على استخدام مصطلحاته الشاذة وتعابيره الشائنة التي لا تليق بسوري يحب وطنه ويرفضها شكلاً ومضموناً ثم يصفونه بمنطق المريض بالحول السياسي بأنه سوري متشدد.
مما لا شك فيه فإن التشدد لمصلحة الوطن وأبنائه في السياسة والميدان هو حكمة إبداعية، وإن الاستشهاد في سبيله إرادة صادقة نقية من أجل مستقبل يزخر بالقيمة الوطنية والحياة الديمقراطية، ولن يستقيم لأمة.. اقرأ "تحقيق ما تصبو إليه عندما لا يتقن أبناؤها القراءة، فيبقى المعارض غودو لا يحب المتشددين العاشقين لسورية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.