تعميم جاء في وقته..بقلم: د. اسكندر لوقــا

تعميم جاء في وقته..بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ١٣ سبتمبر ٢٠١٥

ربما مرّ بعض الوقت على التعميم الذي أصدره السيد وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل، ولكنه مع ذلك يبقى في الذاكرة لعلاقته بما كنا دائماً نسعى إلى جعله واقعاً، ليس على مستوى العلاقة بين جهتين، بل بين الجهات المعنية كافة في الدولة لما في ذلك من نفع على المستوى العام لا الخاص.
جاء في التعميم الصادر بتاريخ 31 آب: على جميع المديريات التابعة لوزارة الثقافة التعاطي الإيجابي مع وسائل الإعلام كافة وتقديم جميع المعلومات التي يطلبها مندوبو وسائل الإعلام المختلفة والرد على استفساراتهم ومنع حجب أي معلومة تتصل بالشأن الثقافي وعمل المؤسسات الثقافية عن وسائل الإعلام..
في الشأن الثقافي، كما في أي شأن آخر له علاقة بمصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، يجب أن يكون لوسائل الإعلام المختلفة حق الاستفسار عما يسهم في أداء دورها الإيجابي وخصوصاً فيما يتعلق بكشف مسببات الإعاقة في أجهزة الدولة أحياناً، عمداً أم عفواً، لأن وسيلة الإعلام بمختلف أنواعها، هي العين الساهرة على مصلحة الوطن والمواطن في نهاية المطاف، ومع غياب هذه العين من البديهي أن تأخذ النيات المغرضة مجالها على أرض الواقع، وبذلك تنمو جرثومة الفساد في أروقة العمل، لتنعكس سلباً على معيشة المواطن وسمعة الوطن.
وللثقافة كما للإعلام، واجب الارتقاء بشرف العمل إلى أعلى مستوى، وتحديداً في مثل الظروف التي نعيشها في وطن خاطب فيه القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد الإعلاميين والمثقفين ذات يوم على حد سواء قائلاً: إن لا رقابة على الفكر سوى رقابة الضمير،  ولا تسكتوا عن الخطأ، هذا فضلاً عن قوله مخاطباً أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية خلال اجتماعه بهم بتاريخ 3 نيسان سنة 1987: أجهزة الإعلام من أهم وسائل الرقابة الشعبية، وهذه أكبر مساعد لنا عندما تؤدي دورها، وربما هي من أهم وسائل الثقافة أيضاً.
هذا الربط بين الإعلام والثقافة لم يغب يوماً عن مسؤول في بلدنا، ولكنه اليوم يتخذ بعداً آخر في سياق سعي أعدائنا لتشويه حقائق طالما آمن بها شعبنا، انطلاقاً من مقولة الدين لله والوطن للجميع، وصولاً إلى التشارك ببذل النفس حفاظاً على وحدته الوطنية، كيف تتجسد راهناً وقفة رجل واحد في مواجهة أعداء الإنسان في وطن كان الأنموذج الحيّ في حماية أهله بعيداً عن تبعات الانتماء إلى العقيدة أو الطائفة وسوى ذلك من المكونات التي تفتِّت المجتمعات عاجلاً أم آجلاً.
إن في دعوة وزير الثقافة لتوطيد الصلة بين أقرب مؤسستين إلى المواطن في منزله، أو مكتبه، أو حتى في مدرسته، ربما كانت البداية لدعوة جهات أخرى في الدولة بينها وزارة التربية على سبيل المثال لا الحصر، لجعل الإعلام نافذة يمكنها أن تطلَّ من خلالها على ما يهم حياة الناس، لا كيف يعيشون فقط، بل كيف يفكرون.
iskandarlouka@yahoo.com