تركيا الانفجار قادم! .. بقلم: غسان يوسف

تركيا الانفجار قادم! .. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٧ سبتمبر ٢٠١٥

هل انتقلت تركيا من نظرية (صفر مشكلات) التي اعتمدها أردوغان ورئيس حكومته الحالي أحمد داوود أوغلو إلى (كومة) مشاكل مع الجيران وبالتالي صفر إنجازات في الداخل؟!
بعد خسارة حزب العدالة والتنمية انتخابات السابع من حزيران الماضي، كان باستطاعة أردوغان أن يختار الطريق الأسلم لتركيا والمتمثل بتشكيل حكومة ائتلافية مع أي من أحزاب المعارضة ومتابعة الحوار مع حزب العمال الكردستاني، ووقف التدخل في سورية ودول الجوار كما تطالب الأحزاب الأخرى، إلا أن تورط حزب العدالة والتنمية بالفساد والخوف من أن تطالب الحكومة الائتلافية بمحاكمة الفاسدين والحد من طموحات أردوغان الرئاسية، جعل الرجل يختار الطريق الثاني على الرغم من خطورته على تركيا مفضلاً طموحاته الشخصية على مصلحة بلاده!
اختيار أردوغان طريق الانتخابات المبكرة لتعويض ما خسره في انتخابات السابع من حزيران يعني أنه اختار الفوضى لتركيا معتمداً على ثلاث ركائز.
الأولى: إعلان الحرب على حزب العمال الكردستاني ما يؤدي إلى إحراج حزب الشعوب الديمقراطي - الذي يعتقد أردوغان أنه السبب في خسارته الانتخابات – وانقسامه بين مؤيد ومعارض وبالتالي عودة البعض إلى حزب العدالة والتنمية وحرمان حزب الشعوب في الانتخابات المقبلة من تخطي حاجز 10 %.
الثاني: ضرب حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهشلي الذي يطالب بـ "عودة الرئيس التركي إلى حدود صلاحاياته الدستورية"، ومحاسبة الفاسدين في حكومة أردوغان، لذا يرى أردوغان أن إعلانه الحرب على حزب العمال سيجعل كثيرين من حزب الحركة القومية ينضمون إلى حزبه الذي يحارب الأكراد ومن هنا عمد إلى استمالة تورغوت تورغيش نائب رئيس الحركة وحفيد ألب أرسلان مؤسس الحركة وضمه إلى الحكومة الانتقالية ما يشي بتفكك الحركة القومية وعدمها تخطيها حاجز الـ (10 %) وبالتالي إخراج الحركة القومية من البرلمان.
الثالث: التصعيد الخارجي مع سورية من خلال دعم كل الفصائل المقاتلة ضد النظام في سورية حتى داعش والعمل على إقامة منطقة حظر جوي بالتعاون مع الولايات المتحدة لوقف تمدد الأكراد باتجاه عفرين ومحاصرة حلب التي يرى في سقوطها تقسيماً لسورية وبالتالي إقامة دويلة بنفوذ تركي، وما التعامل بالليرة التركية في تلك المناطق إلا تمهيد لهذه (الدويلة) وما ادعاؤه محاربة داعش وتحريك بعض القطعات العسكرية، وإحداث بعض المناوشات معها إلا مسرحية هدفها امتصاص نقمة العالم عليه كداعم أول لهذا التنظيم المتطرف ومتورط معه في تجارة النفط والسلاح وتمرير المقاتلين، ومن يعتقد غير ذلك يكن واهماً، والأيام ستثبت أن داعش من دون أردوغان تساوي صفراً.
تركيا اليوم في طريقها إلى المجهول.. حرب مفتوحة مع الأكراد، وأكثر من عشرين منطقة تعلن التمرد وإقامة الحكم الذاتي! في حين تنشط المجموعات المتطرفة على كامل الحدود السورية، حتى إن بعضها أصبح خارجاً عن سيطرة الحكومة التركية، حتى إن البعض يقدر عدد الأتراك المنتسبين إلى داعش بخمسة آلاف تركي، ما يعني أن تركيا مقبلة على الانفجار والتفكك لأن أردوغان وضع تركيا بين أمرين، إما أنا أو المجهول!.