غداً يوم آخر.. ولكن..!؟.. بقلم:عبد السلام حجاب

غداً يوم آخر.. ولكن..!؟.. بقلم:عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٨ أغسطس ٢٠١٥

لنعترف بأن الحقيقة مرة، لا يمكن أو يجوز تجاهلها، بعد أكثر من أربع سنوات عجاف يعيشها السوريون على صفيح ساخن ولا ينفع في معالجة تأثيراتها دفن الرأس تحت الرمال، فالمصيبة واحدة، ولو جزع المرء حيالها، فإنها مصيبتان، والحكمة ألا نكتفي برؤية ألوان الأشياء، تتبدل أمام أعيننا، بل في حقائقها، ومخطئ من يظن غير ذلك، فهو بظنه، يرسم درباً مضللة واهمة لا تدرك عبقرية السوريين، بإيداع سبل وأدوات انتقالهم من التأمل إلى العمل ومن اليأس إلى الأمل ومن التردد إلى الفعل القادر على صنع حقائق جديدة ليوم غد.
ليست جزافاً مفردة ", لكن.. بل إنها تفتح نوافذ لنور الحقيقة أمام الفكر والممارسة، محمولاً على جناح أسئلة بحاجة إلى إجابات تلبي إرادة الحياة الواعية فينا، ومستقبل يعيد إلى النفوس التوازن والتفاؤل فيكون العزاء أخلاقياً وإنسانياً ووجوداً، ولا عزاء عندئذ لمن لا يجد الخير في أهله ووطنه ولا برحمة من السماء.
ولعله من بين تلك الأسئلة، كيف يعالج المرء طيشه ورعونة أفكاره وشرور ميوله الغريزية بالافتئات على حقوق الآخر في الحي والشارع والمتجر والمؤسسة واندفاعاته غير المسؤولة أخلاقياً وسياسياً ووطنياً، ولكل ذلك وغيره، أنظمة وقوانين وشرائع تحمي الحق وتحول من دون الجور عليه.
ألم نقرأ "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة" وأن "الشجاعة إقدام بحكمة واعية وأن الخوف جبن بحكمة مهزوزة.. وأنه.. قد طمى الخطب حتى غاصت الركب.." وأن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما". أم إننا أمة اقرأ، لكننا لا نقرأ أو لا نريد أن نقرأ حرصاً على جهالة وخوفاً من ندامة!؟
أليست طبيعة الفكر في مواجهة واقع استثنائي تحدوه إلى المضي قدماً بفعل استثنائي من غير توقف أو كلل أو تردد في قلب عاصفة الطموح إلى يوم آخر جديد، يتوخى في مكوناتها الطمأنينة في مجال النظر والتحليل، كما يتوخى بناء حقائق جديدة للطمأنينة والسعادة في ميادين العلم والسلوك الفردي والاجتماعي على حد سواء.
باعتقادي قد تكون الإجابة عن تساؤل بصيغة نظرية أو عملية، تشكل متنفساً لأوجاع أو آلام أو أفراح، تحملها الأيام، وقد تكون مفاتيح أسئلة أخرى تمثل حوافز لأسئلة جدية بخصوصية أشد وأهمية أكبر، لكن النجوم وحدها لا تكفي إن لم نمسك المقود ونوجه السفينة نحو شطآن الطمأنينة والسلام، وهو ما يفعله جيشنا الباسل بشجاعة وثقة بالنفس وإيمان بالوطن، وبالتضحيات التي يقدمها في معارك دحر الإرهابيين في غير منطقة ومكان دنسه هؤلاء المارقون، وهو ذات الطريق التي يسلكها السوريون سنداً على خطا جيشهم ورجاله الأبطال، ليس فقط من أجل صياغة وقائع يوم آخر جديد بل أيضاً من أجل أن تكون مفردة ولكن نقطة انطلاق نحو اليوم الجديد بكل ما فيه من طموح وآمال تليق بسورية المتجددة.