"حرتقات غبية لمحاور متناقضة".. بقلم: صالح صالح

"حرتقات غبية لمحاور متناقضة".. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الخميس، ٢ يوليو ٢٠١٥

يحاول الرئيس التركي أردوغان اللعب على الحبال بعد تسارع الأحداث في المنطقة وخوفه من تفلت الأمور من بين يديه ـ وما يرتب من بلبلة مقصودة بعد إعلانه أنه يدرس إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سورية.
وقيامه بحشد المزيد من القوات، محاولاً بذلك أن يستعيد هيبته التي اهتزت بقوة بعد تراجعه في الانتخابات الأخيرة، من جهة والرسائل العديدة التي أتته من قبل الجيش التركي، برفض سياسة الحرتقة الغبية التي يتبعها بغية تحقيق مكاسب ترضي غروره وعنجهيته.
حيث حاول توحيد مصالح الأفرقاء الذين كانوا حتى الأمس القريب أعداء حتى العظم، وبشكل علني، ويحاولون اليوم التوحد في دائرة واحدة بعد أن التقت مصالحهم على ذبح الشعب السوري وتفتيت ـ بلده الى أجزاء وشراذم، يسهل السيطرة عليها والتحكم بها لابتلاعها وضمها كل الى دولته.
فالمحور السعودي وأدواته داعش والقاعدة ـ بالرغم من كل التناقضات ـ بدا متصالحاً ولو صورياً مع المحور التركي القطري الذي يسيطر على جبهة النصرة ومن لف لفها من الفصائل الإجرامية الأخرى ووصلا الى حد التنسيق الكامل في بعض المناطق والمدن خلال الفترة الماضية ..
وجهة نظر المحورين المتطابقة في التكتيك والتي تقوم على إبقاء النار مشتعلة في سورية والعراق وحصرهما في هذين البلدين وعدم السماح لها بالامتداد خارجهما، لم تنجح على أرض الواقع، لأن داعش فلتت من عقالها وبدأت تضرب بعشوائية أينما أمكنها ذلك، من الكويت الى تونس الى فرنسا في يوم واحد وزيادتها لحجم الشراسة والإجرام في مصر وتهديدها بشكل علني لكافة دول العالم. وهو ما جعل أوروبا تعيش حالة رعب حقيقي، وتخبط في طبقاتها السياسية العليا لعدم قدرتها على اتخاذ إجراءات عملية حقيقية وسياسات واضحة بعيداً عن هيمنة واشنطن وإيحاءاتها المتناقضة أصلاً.
الخوف الأكبر لدى هؤلاء هو عودة الإرهابيين الى المجتمعات التي انطلقوا منها وإشعال النار فيها، والبدء بتنفيذ الجرائم تنفيذاً لفتاوى دفع ثمنها وحرض عليها أجهزة مخابراتهم التي رعت وتبنت وسهلت ووفرت كل وسائل الدعم لهم.
هذا في النقطة الأولى، أما في النقطة الثانية فهي تكريس حالة الهستيريا التي ضربت محوري الرياض وأنقرة، وعدم تقبلهما لفكرة قدرة الشعب السوري وجيشه على الصمود والبقاء موحداً، ونجاحهما في إفشال المخطط الإجرامي في الهجوم على مدينتي الحسكة ودرعا وقبلهما جبل العرب وقدرتهما على إعادة اللحمة والتواصل بين السوريين للوصول الى رؤية موحدة لوطن يحضن بين يديه الجميع.