مسلسل الإرهاب يصل الكويت وتونس.. إلا «إسرائيل»؟!

مسلسل الإرهاب يصل الكويت وتونس.. إلا «إسرائيل»؟!

تحليل وآراء

السبت، ٢٧ يونيو ٢٠١٥

 عباس الزين
يستمر الإرهاب التكفيري بحصد أرواح الأبرياء على امتداد العالم العربي، وفي الآونة الأخيرة امتدّ هذا الإرهاب ليصل الى منطقة الخليج العربي مهدداً أمن الخليج شعوباً ودول، حيث لم يعد للتنظيمات الإرهابية حدود تنفذ على أساسها مخططاتها الإجرامية، ولم تعد منطقة الشام والعراق الهدف الكامل للإرهاب، فقد بات واضحاً أنّ منطقة الخليج العربي أصبحت مسرحاً لعملياتهم، كذلك منطقة المغرب العربي.
بعد التفجيرات الإنتحارية التي حصلت مؤخراً، في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية وتحديداً القطيف والدمام، تعرّضت الكويت أمس الجمعة لاستهدافٍ إرهابي، حين وقع انفجار بمسجد الإمام الصادق(ع) خلال تواجد حوالي ألفي مصلٍّ داخل المسجد، في منطقة الصوابر شرق الكويت. وأفادت أحدث الأنباء عن وقوع 27 شهيداً وعشرات الجرحى والحصيلة قابلة للإرتفاع، وعليه تمّ إعلان حالة الطوارئ في عدد من المستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين.
وفي بيانٍ لها، أشارت وزارة الداخلية الكويتية الى أنّ "الأجهزة الأمنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به ومعرفة عدد المصابين والضحايا، وأهابت الوزارة بالمواطنين عدم التجمهر أمام مكان وقوع الحادث ليتسنى لها اتخاذ الإجراءات الضرورية المعهودة في مثل هذه الحوادث".
وأضافت أنها "ستكشف تباعًا التفاصيل المحيطة بالحادث الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية، فور انتهاء أجهزة التحقيق وجمع الأدلة والمعلومات من أداء عملها حول النتائج التي أسفر عنها الحادث الإرهابي الآثم".
وبعد وقوع الإنفجار بقليل، تفقّد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، مكان الانفجار، ورافقه وزير الداخلية محمد بن خالد، ووكيل وزارة الداخلية الفريق سلمان الفهد، كما زار مكان الانفجار رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم. ومن جهته قال وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية بدولة الكويت يعقوب الصانع، إنّ الانفجار هو "عمل إرهابي وإجرامي يهدد أمننا ويعمل على تمزيق الوحدة الوطنية"، مؤكداً على أنّ الكويت كانت وستظل واحة أمن وأمان لجميع مكونات المجتمع الكويتي وجميع الطوائف، مؤكدًا أنّ الحكومة اتخذت العديد من الاجراءات لحماية دور العبادة والمساجد.
ومن جهته تبنى تنظيم "داعش"، عبر عدد من المواقع التابعة له، التفجير الذي استهدف مسجد "الإمام الصادق(ع)"، وجاء في بيانه، أنه في عملية انتحارية انطلق الإرهابي "ابو سليمان الموحد" ملتحفاً حزامًا ناسفًا استهدف مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر بمنطقة الكويت، وأشار البيان الى إصابة "العشرات".
أما في تونس، فقد قتل 37 شخصاً في هجوم مسلح استهدف فندقاً في ولاية سوسة السياحية، على الساحل الشرقي التونسي، بحسب حصيلة للهجوم أعلنتها وزارة الصحة. وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ الهجوم أدى إلى مقتل "37 شخصاً من تونسيين وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وإصابة 36 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة". وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، قد قال إنّ "العملية حصلت في فندقين". ونقلت المصادر عن شهود عيان أنّ "منفذ العملية تسلل إلى الشاطئ وقد أخفى سلاحه الكلاشنيكوف تحت مظلة يحملها، وأطلق النار بصورة عشوائية على السياح".
الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية برمتها، ليس بحاجة الى الكثير من التحليلات أو الأبحاث فيما يخص أسبابه ونتائجه، فالأمر الواضح أنّ هذا الإرهاب بتنظيماته وأساليبه المختلفة يستثني "الكيان الصهيوني" من هجماته، لأنه وببساطة يتوافق من حيث الأهداف مع المخططات الصهيونية للمنطقة، والفكر الإرهابي المنظم الذي تقوده "داعش" ينفذ المؤامرات التقسيمية التي وضعت للعالم العربي بشكلٍ دقيق، إما من الناحية الجغرافية بفصل مناطق عن مناطق، أو من الناحية الطائفية عبر توجيه الإرهاب بشكلٍ طائفي، لإيجاد نوع من الأرضية لـ "الكانتونات الطائفية" التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في المنطقة لتطبيقها.
فهل سيبقى العالم العربي مشتّتًا من ناحية معالجة هذا الفكر الإرهابي الذي يمتد يوماً بعد يوم، أم أنّ هذا الفكرالذي لم يعد يفرّق بين دولة ومملكة وإمارة سيوحّد الجهود العربية لغاية القضاء عليه؟