توتر أمريكي ـ روسي قد ينعكس على ملفات المنطقة.. موسكو ستحصّن الحلفاء عسكرياً.. بقلم: علي مخلوف

توتر أمريكي ـ روسي قد ينعكس على ملفات المنطقة.. موسكو ستحصّن الحلفاء عسكرياً.. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

على طريقة المقامرة في فنادق وكازينوهات لاس فيغاس الفاخرة، يناور المقامر الأمريكي في رهانه على كسب الوقت، يرمي بنرده فاركاً يديه، ناظراً بطرف عينيه نحو الروسي الناهض بقوة.
فترة من المهادنة الحذرة كانت بين واشنطن وموسكو، للوهلة الأولى بدا وكأن هناك اتفاقاً روسياً ـ أميركا يقضي بجعل الروسي عراباً لحل في المنطقة برضى الأمريكي، لكن الأخير لا يعمل فقط بتلك الطريقة، هو سمح للروسي بذلك الدور ظاهرياً، لكنه في ذات الوقت عمل ويعمل في باطنه على إعادة ترتيب أوراقه في المنطقة، لا سيما بعد فشله في الرهان على ما أسماها بمعارضة "معتدلة".
في آخر نكسات العلاقة الروسية ـ الأمريكية، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على عدد من الشركات الروسية العاملة في مجال الصناعات العسكرية، فيما توعدت موسكو بالرد، حيث جاءت العقوبات الأمريكية على خلفية انتهاكات مزعومة لقانون عدم الانتشار الأمريكي الموجه ضد إيران وسورية وكوريا الشمالية، وقد أوضحت واشنطن أن العقوبات الجديدة تمنع الوزارات والمؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة من توقيع أي عقود مع الشركات المشمولة بالقائمة السوداء، وشراء أي مواد منها أو تقديم دعم مادي لها.
يترافق هذا الموقف العدائي المعلن، مع ما تم الحديث عنه حول توقيع موسكو مع إيران صفقةً بخصوص الإس300، فضلاً عن الحديث على عزم روسيا إرسال طائرات الميغ الحديثة إلى المصريين، يُضاف إلى ذلك ما يتم الحديث عنه من دعم روسي للحليف السوري، وقبل ذلك التسريبات التي تحدثت عن وصول الإس300 للسوريين، وقبلها أيضاً تسليم موسكو صواريخ الياخونت البحرية لدمشق، ثم الحديث الآن عن نيّة روسيا تسليم سورية طائرة ميغ31 المتطورة!
بالتالي فإن السباق الروسي ـ الأمريكي على بيع السلاح، هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء الموقف الأمريكي الأخير هذا بالدرجة الأولى، كما إنه موقف تذكيري للمجتمع الدولي ولكل حلفاء واشنطن البائسين بأنها ستوقف الروس عند حدهم عندما يلزم الأمر، بالتالي لا داعي للمخاوف الخليجية والإسرائيلية مثلاً من المد الروسي في المنطقة.
كيف سيرد الروسي على تلك الخطوة الأمريكية، الأمر يتعلق الآن بهيبة دول، بعد أن أصبح العالم حلبة ملاكمة كبرى بين مقاتلين عملاقين من الوزن الثقيل، الأمريكي والروسي، هل سترد موسكو على واشنطن من خلال تنفيذ صفقات السلاح تلك أو إبرام صفقات جديدة نكايةً بالأمريكيين؟ وما مدى تأثير هذا التطور الناشئ بين الدولتين على ملفات المنطقة الساخنة وأولها الملف السوري؟.