كرة القدم في مهب الريح! هل نشهد تحركاً مسؤولاً.. أم إن تغيير الحال من المحال؟

كرة القدم في مهب الريح! هل نشهد تحركاً مسؤولاً.. أم إن تغيير الحال من المحال؟

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٣١ أغسطس ٢٠١٤

 تشهد كرة القدم بدء مرحلة مهمة من تاريخها الكروي متمثلاً بانعقاد المؤتمر السنوي لاتحاد اللعبة، آملين أن يُسفر المؤتمر عن قرارات مهمة تعيد كرتنا إلى موقعها الصحيح على الخريطة الكروية العربية والآسيوية والدولية...
والقرارات التي نأمل صدورها يجب أن تكون إيجابية تدفع النشاط الداخلي قدماً نحو الأمام، وتدعم المنتخبات الوطنية، لتتحرك كرتنا من موقعها المتأخر، فليس أسوأ من أن نرى دولاً مثل أفغانستان والمالديف وفلسطين وغيرها من الدول الضعيفة كروياً والتي تعاني أزمات كبيرة تتقدم علينا في سلم الترتيب!...
 
تحديد المسؤولية
العلاج يبدأ من وصف الداء وتحديد المسؤولية، فمن أوصل كرتنا إلى هذا المستوى المتدني من النتائج والترتيب؟
فإذا كانت الأزمة هي المسؤولة فعلينا أن نكبر عليها وأن نسخّر كل طاقاتنا للخروج من دوامتها وآثارها.
وإذا كان اتحاد كرة القدم ضعيفاً غير قادر على القيادة فعليه أن يستقيل فاسحاً المجال لغيره من الخبرات علّها تجد الدواء.
وإذا كانت الإمكانيات المتاحة سبباً فعلى القيادة الرياضية أن تجد مورداً خاصاً بكرة القدم لما لهذه اللعبة من أهمية على الصعيد الجماهيري وعلى الصعيد الخارجي، وخصوصاً أن كرة القدم صارت مرآة البلدان وصورتها الحضارية وأصبحت أيضاً مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي، وفي كل دول العالم لا يعتبرون كرة القدم رياضة فقط، بل هي صناعة وتجارة وسياحة وتسهم بشكل كبير بمكافحة البطالة عبر آلاف الوظائف التي تتيحها. وعلى الصعيد الاجتماعي فهي تهذب النفس وتنفس عن المجتمع همومه الشخصية سواء كانت عائلية أو نفسية أو على صعيد العلاقات الشخصية وغيرها.
من هذه الأفكار يجب أن تنطلق كرة القدم، لتصبح كرة منتجة فاعلة تحقق كل أهدافها، ولكن علينا تحديد المسؤولية والأسباب والمسببات.
 
الهيمنة
رئيس اتحاد كرة القدم صرح في أكثر من وسيلة إعلامية أن اتحاده رهن مشيئة القيادة الرياضية التي تسيطر على كل شيء استناداً لمواد القانون رقم (8) الذي حدد الصلاحيات والمهمات.
من وجهة النظر المحايدة فإن ما قدمته القيادية الرياضية لكرة القدم جيد، لكنه لا يكفي، وربما الإمكانيات المتاحة هي التي حددت إطار الدعم المادي.
هنا أجد أنه من الضروري أن يتحرك اتحاد كرة القدم من أجل تنشيط الموارد المالية، فلا يكتفي بما يصله من إعانات من القيادات الرياضية أو الاتحادين الآسيوي والدولي، بل عليه أن يبحث عن موارد تسويقية تدعم المنتخبات الوطنية وتدعم النشاط الداخلي، إلا إذا اعتبر أعضاء الاتحاد أنهم مجرد موظفين صلاحيتهم إصدار القرارات وتنفيذ التعليمات!
أسلوب جديد
أعتقد أن بقاء أسلوب الدوري على ما هو عليه غير مجد لأسباب فنية ومالية، وتخفيفاً للمصاريف يمكن اعتماد الأسلوب القديم (ذهاب إياب) على أرض الفرق المتنافسة.
فرق دمشق (الجيش- الوحدة- الشرطة- المحافظة- المجد- النضال) وفريقا حمص (الكرامة والوثبة) وفرق الساحل (تشرين- حطين- جبلة- مصفاة بانياس) قادرة على أن تلعب على أرضها وإذا أضفنا فريقي حماة (الطليعة والنواعير) إلى ملعب حمص أو إن تمكن من اللعب على أرضه، فهذا يعني أننا نملك (14) فريقاً من أصل 18 قادرة على اللعب على أرضها.
الفرق الأربعة الأخرى، يمكن أن تختار ملعبها سواء في دمشق أو اللاذقية...
ضغطاً للنفقات وأجور السفر يمكن لأي فريق أن يلعب مباراتين متتاليتين على أرض المنافس وأن يستقبل الفرق بالعكس، على سبيل المثال: الجيش يذهب إلى اللاذقية فيلعب مع جبلة وتشرين، يومي الجمعة والأحد، ثم يستقبل على أرضه بعد أسبوع فريقي المصفاة وحطين، وهكذا دواليك.
هذا الأسلوب يمكن اعتماده سواء أكان الدوري يقام على مجموعة واحدة أو على مجموعتين، لكن الأهم من كل ذلك أن يعتبر دورياً تصنيفياً، يتم الاتفاق عبر الجمعية العمومية بتخفيض عدد فرق الدوري في الدرجة الأولى إلى عشرة أو اثني عشر فريقاً على الأكثر، والفرق الهابطة مهما كانت ظروفها أو موقعها أو تاريخها يجب أن تهبط إلى الدرجة الثانية.
السؤال الذي يفرض نفسه: إذا كان اتحاد كرة القدم بروزنامة النشاط حدد كل شيء، شكل الدوري وأسلوبه وكل المواعيد وحدد الأنظمة والقوانين، فماذا سيفعل أعضاء المؤتمر؟
 
ألعاب أخرى
نتساءل عن غياب كرة الصالات والكرة الشاطئية وكرة السيدات عن روزنامة النشاط، وهذا الغياب إن استمر فسيدخل عامه الرابع على التوالي، وهذا الأمر بحاجة إلى تدخل سريع، وهنا نسأل: هل يكتفي أعضاء الاتحاد بالاستفادة من هذه النشاطات عبر حضورهم المؤتمرات والنشاطات الإقليمية والآسيوية فضلاً عن مراقبة المباريات أو الإشراف عليها وشغل مناصب في عضوية اللجان، دون أن يطلقوا النشاط محلياً؟ وبعضهم قال لنا: ما دام أعضاء الاتحاد يستفيدون خارجياً من هذه الألعاب، فهذا يكفي، ولا داعي لأي نشاط، وهذا نضعه برسم الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، وبرسم القيادة الرياضية.
 
المنتخبات الوطنية
الحديث عن المنتخبات الوطنية حديث ذو شجون وآلام وأحزان وهذا البند برسم القيادة الرياضية لأنها المسؤولة أولاً وأخيراً عن إعداد المنتخبات الوطنية،نأمل أن يجد القائمون على رياضتنا الحلول المجدية لقضية المنتخبات الوطنية، ولن نستفيض بالموضوع الآن، لأن لنا وقفة مطولة معه بعد حين.