حسابات معقدة لمنتخبنا وهدر النقاط غير مسموح … أخطاؤنا تكتيكية فهل من علاج سريع يجدد الأمل؟

حسابات معقدة لمنتخبنا وهدر النقاط غير مسموح … أخطاؤنا تكتيكية فهل من علاج سريع يجدد الأمل؟

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠١٥

منتخبنا الوطني استعاد الصدارة، هذا هو العنوان الرئيسي لفوزه على أفغانستان، لكن نسي أصحاب هذه العناوين الرنانة أنه لعب مباراة أكثر من اليابان الذي لن يتنازل عن هذه الصدارة.
سبب هذا الكلام أننا بمثل هذه التصريحات لن نتقدم أي خطوة، وبمثل هذه الثقافة لن نصل إلى أي هدف رسمناه في مشوارنا المونديالي.
وعلينا هنا أن نعترف: أن منتخبنا فقد نصف حظوظه بالتأهل إلى نادي الكبار الآسيوي، والنصف الآخر يلزمه جهد من منتخبنا، ومساعدة كبيرة من أصدقاء المشوار، وحظوظ كبيرة.
وعلينا أن ندرك أن آمالنا بالصدارة ضعيفة، وهي بقبضة الساموراي، فهل نستطيع أن نفك هذه القبضة ونضمن التأهل من داخل الأراضي اليابانية؟
ولكي نحقق كل ما سبق يجب أن ننظر إلى حقيقة منتخبنا أولاً، وإلى الخارطة الآسيوية الكروية ثانياً، وإذا كانت نظرتنا سليمة، فسيقوى عودنا، وسترتفع أسهمنا، فكيف ذلك؟

الحقيقة
كل الكلام الذي كتبناه عن المنتخب سابقاً، ونكتبه اليوم، وسنكتبه لاحقاً، هو بدافع الغيرية الوطنية، ونتمنى ألا يزاود علينا أحد، فنحن نملك من الحب والدعم للمنتخب الكثير، لكننا لا نقبل أن نمشي وراء عواطفنا أو أن ننجر وراء مصالح الآخرين عمياناً بلا هدى.
وعندما كنا نتكلم بإيجابية مطلقة عن منتخبنا دعماً ودفعاً، كنا نشير بين الأسطر إلى وجود الهفوات والأخطاء، وتجلت هذه الأخطاء بصورة واضحة ومكشوفة بلقاء اليابان بعد أن (نفدنا بجلدنا) من مباراة سنغافورة، لذلك بدأنا الحديث عن الأخطاء علانية دون مجاملة لأحد، لأن الوطن فوق الجميع.
واليوم علينا الحديث بالواقعية التي توصلنا إلى حقيقة مفادها إن الوصول إلى صدارة المجموعة يتطلب إخفاقاً يابانياً لأن منتخبنا لا يملك العزيمة التي تجعله يقلب الطاولة على الساموراي بما تبقى من مباريات.
وهذا الكلام يقودنا إلى أننا خسرنا مقعدنا بين الثمانية الكبار، وعلينا أن نبحث عن مقعد بين الأربعة من خيار المركز الثاني في المجموعات الثماني.
ولكي نحجز مقعداً علينا الانتباه إلى الأمور التالية:
أولاً: الفوز على سنغافورة ضرورة ملحة، وأجد أن لقاءها أصعب بكثير من لقاء اليابان لأسباب متعددة، وفي طليعتها أن سنغافورة لا تبحث عن مقعد تأهيلي نحو المونديال، وهي ضامنة كمنتخبنا التأهل إلى النهائيات الآسيوية، إنما تبحث عن الوجود والهوية وتحقيق النتائج الإيجابية وخصوصاً أنها ستلعب على أرضها وبين جمهورها، وهي تملك كامل المقومات لتحقيق ذلك.
ثانياً: علينا الاعتراف بأخطائنا والعمل على كشفها وليس تبريرها، وأجد أن مجمل الأخطاء ناتجة عن عدم توظيف قدرات اللاعبين بالشكل الأمثل، لذلك بقيت أخطاء خط الدفاع على ما هي عليه، رغم تعدد المحاولات لتصحيح هذه الخط، وليس العبرة بالتصحيح هو تغيير اللاعبين وتجريب توليفات معينة أو تغيير بعض المراكز، وإنما بتحقيق انسجام وتآلف بين خط الدفاع بشكل عام، وبين خط الدفاع وخط الوسط، وهذا ما لم نجده في المباريات، ففي لقاءي أفغانستان وكمبوديا بالذهاب لم تؤثر هذه الأخطاء في المباراتين لضعف المنتخبين، لكننا استشعرنا الخطر الحقيقي بلقاء سنغافورة، وصفقنا للعالمة لأنه أنقذنا من الخسارة، وهذا بطبيعة الحال وصف معيب بحق منتخبنا أمام سنغافورة!
وانكشف منتخبنا أمام اليابان تماماً، وظهر مهزوزاً أمام أفغانستان رغم فوزه (5/2) ولو امتلك الأفغان الخبرة والشجاعة لأدركوا التعادل على أقل تقدير!
من هنا نجد أن منتخبنا ما زالت أخطاؤه تكتيكية، وهي كشفت الحالة البدنية لمنتخبنا التي ليست على ما يرام، وهنا نسأل: هل سنبقى نضع اللوم على الأندية التي ينتمي إليها اللاعبون؟
ألم يتجمع المنتخب قبل لقاء اليابان بأسبوع، وهل يحتاج شهراً لكي يصل إلى الجاهزية البدنية المطلوبة؟
بكل الأحوال مثل هذه الشماعة غير مبررة، لأن أغلب المنتخبات تتجمع في أيام الفيفا فقط.

الخريطة الآسيوية
بنسبة كبيرة وضحت صورة المنتخبات الثمانية التي ستتصدر المجموعات الثماني وهي على التوالي: السعودية وقطر وكوريا الجنوبية بكامل النقاط حتى الآن، اليابان خسرت نقطتين، ومثلها تايلاند وكوريا الشمالية، واستراليا خسرت ثلاث نقاط (نرجح استراليا، باعتبار مباراتها الفاصلة مع الأردن ستكون على أرضها)، والصراع قائم بين عمان وإيران وكل منهما خسر أربع نقاط حتى الآن.
منتخبنا ليدخل نادي الثمانية الكبار عليه الفوز بباقي مبارياته، وخصوصاً على سنغافورة واليابان بأرضهما، وهذا أمر صعب جداً!
لذلك نقول خسرنا خمسين بالمئة من حظوظنا بالتأهل لنادي الكبار، وعلينا الحفاظ على ما تبقى من حظوظنا لنلحق بالركب ولو من بوابة أفضل ثان، وينافسنا على هذا الحلم عدة منتخبات في المجموعات السبع الأخرى.
في المجموعة الأولى الإمارات منافسة خسرت خمس نقاط حتى الآن وعليها الفوز بكل مبارياتها وخصوصاً السعودية على أرضها، في المجموعة الثانية الأردن فقدت نقطتين حتى الآن، يمكن أن تتصدر المجموعة إن حققت الفوز أو التعادل مع استراليا، لكن إن خسرت فستفقد خمس نقاط من رصيدها.
في المجموعة الثالثة الصين خسرت خمس نقاط، وقد تستمر في آمالها إن فازت ببقية مبارياتها وخصوصاً أنها ستواجه هونغ كونغ وقطر على أرضها.
في المجموعة الرابعة إيران وعمان خسرتا أربع نقاط، ولقاء طهران بين المنتخبين سيحدد المتصدر، وربما تخرج عمان من المنافسة كلياً، وأعتقد أن هذه المجموعة لن يخرج منها أفضل ثان.
المجموعة السادسة الوضع مشابه للرابعة، العراق خسر (4) نقاط وآماله تتحدد بالفوز على تايلاند ووقتها قد يصعد الفريقان معاً.
آمال الكويت في المجموعة السابعة باتت صعبة بعد التعادل مع لبنان، وأعتقد أن هذه المجموعة لن يخرج منها أيضاً أفضل ثان، وتبقى البطاقة لكوريا الجنوبية. (هذا إن استبعدنا عقوبة توقيف الكويت).
أما في المجموعة الثامنة فأوزبكستان خسرت ثلاث نقاط، وقد تقلب الطاولة على كوريا الشمالية وعلى كل حال آمال المنتخبين كبيرة.
هذا الاستعراض يؤدي إلى نتيجة مفادها إن منتخبنا عليه ألا يستنزف أكثر من خمس نقاط، أي مسموح له بالتعادل مع اليابان فقط، والفوز عليه يمنحنا شرف الصدارة.
لذلك تكتسب مباراة سنغافورة أهمية كبيرة، وعلينا الفوز لتستمر أحلامنا وآمالنا.
وأخيراً علينا أن نتذكر أن من ينافسنا على المقاعد الأربعة هم منتخبات: الإمارات والأردن والعراق والصين وأوزبكستان وكوريا الشمالية.
فهل ننتظر خدماتهم وتعثرهم أم نستثمر كل الفرص المتاحة بجهدنا وعبر إصلاح أخطائنا ودعم منتخبنا بطريقة أفضل؟!