تشيلي والأوروغواي في افتتاح ربع النهائي اليوم

تشيلي والأوروغواي في افتتاح ربع النهائي اليوم

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٢٤ يونيو ٢٠١٥

ستكون الفرصة سانحة أمام تشيلي على ارضها وبين جماهيرها من أجل الثأر من الاوروغواي «المهزوزة» وتجريدها من اللقب عندما يتواجهان اليوم (الساعة 02.30)، فجر الخميس بتوقيت بيروت، على ارض ملعب «استاديو ناسيونال» في سانتياغو في افتتاح ربع نهائي بطولة «كوبا اميركا» بكرة القدم.
وتبدو تشيلي قادرة على الثأر من الاوروغواي التي حرمتها من الوصول الى نهائي العام 1999 حين تغلبت عليها بركلات الترجيح (5 ـ 3)، بعد تعادلهما (1 ـ 1)، في الوقتين الأصلي والإضافي في المواجهة الاخيرة بينهما في الادوار الإقصائية من البطولة القارية، خصوصا اذ ما قدم رجال المدرب الارجنتيني خورخي سامباولي المستوى نفسه الذي ظهروا به في دور المجموعات.
وفرضت تشيلي نفسها الطرف الافضل في البطولة القارية حتى الآن استناداً الى ما قدمته بين جماهيرها في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات.
وتبدو الظروف ملائمة أمام تشيلي لمحاولة الوصول اقله الى النهائي للمرة الاولى منذ العام 1987 والخامسة في تاريخها ومحاولة الفوز بلقبها الاول في ظل وجود الثنائي ارتورو فيدال واليكسيس سانشيز، خصوصا انها ستتجنب مواجهة الارجنتين والبرازيل في نصف النهائي.
وبلغت تشيلي ربع النهائي بعد ان تصدرت مجموعتها الاولى برصيد سبع نقاط، وكانت الطرف الوحيد الذي يفوز بفارق اكثر من هدف وقد حققت ذلك مرتين امام الإكوادور (2 ـ صفر)، ثم بوليفيا (5 ـ صفر).
لكن سيكون بانتظار اصحاب الضيافة مواجهة صعبة ضد الاوروغواي حاملة اللقب برغم ان الاخيرة تفتقد الى نجمها لويس سواريز الموقوف ودييغو فورلان المعتزل دولياً وتأهلت الى ربع النهائي في المركز الثالث ضمن مجموعتها الثانية خلف الارجنتين والباراغواي.
وفرض فريق سامباولي نفسه أفضل قوة هجومية في البطولة حتى الآن بتسجيله عشرة اهداف في ثلاث مباريات، بينها ثلاثة لفيدال.
وبوجود فيدال الى جانب اليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس وبمؤازرة الجمهور الشغوف، بإمكان تشيلي الذهاب حتى النهاية وتخطي عقبة الاوروغواي التي بدت حتى الآن بعيدة كل البعد عن الفريق الذي توج باللقب للمرة الـ15 في تاريخه.
وبدأ فريق المدرب اوسكار تاباريز متأثراً تماما بافتقاده لسواريز الموقوف تسع مباريات دولية بسبب عضه الإيطالي جورجيو كييليني خلال الدور الاول من «مونديال البرازيل 2014»، ولغياب فورلان الذي سجل هدفين من اهداف بلاده الثلاثة في نهائي العام 2011 ضد الباراغواي، فيما كان الثالث لسواريز بالذات.
ومن المؤكد ان مباريات الادوار الإقصائية تختلف عن الدور الاول، وهذا الأمر يدركه لاعب وسط تشيلي و «هامبورغ» الألماني مارسيلو دياز الذي قال بهذا الصدد: «نحن الآن في بطولة مختلفة تبدأ الان من الدور ربع النهائي: إنها مباريات حياة او موت ويجب ان تكون حاضراً لها بدنياً وذهنياً».
وأشار لاعب «بال» السويسري السابق الذي سجل ما قد يعتبر اهم هدف في تاريخ «هامبورغ»، اذ جنب الفريق الالماني العريق الهبوط الى الدرجة الثانية للمرة الاولى في تاريخه بإدراكه التعادل في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع في إياب المواجهة الفاصلة مع «كالسروه» (تعادلا ذهاباً 1 ـ 1 وفاز هامبورغ إياباً بعد التمديد 2 ـ 1)، الا ان منتخب بلاده كان الافضل في دور المجموعات: «والإحصائيات تتحدث عن نفسها. مستوانا كان يتطور من مباراة الى اخرى. كان هناك فرق جيدة في المجموعتين الأخريين لكن تشيلي كانت الافضل في دور المجموعات».
نجومية كافاني
ويدخل مهاجم «باريس سان جرمان» الفرنسي إدينسون كافاني الى الموقعة المرتقبة وهو تحت ضغط هائل بعدما فشل حتى الآن في الارتقاء الى مستوى التوقعات.
وكان من المفترض ان يكون كافاني مركز الثقل في فريق المدرب تاباريز في ظل غياب سواريز وفورلان.
لكن مهاجم «نابولي» الإيطالي السابق كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الثلاث التي خاضتها بلاده في الدور الاول الذي تجاوزته بصعوبة بعدما حلت ثالثة في مجموعتها خلف الارجنتين والباراغواي.
وقال كافاني الذي فشل في تسجيل أي هدف حتى الآن: «من الطبيعي ان يشعر المرء بشيء من القلق عندما لا تدخل الكرة الشباك»، مضيفاً: «لكني اختبرت هذا الامر في بعض المواسم وأعلم بأني سأتخطاه. آمل وحسب ان تبدأ الكرة بالدخول (الى الشباك)».
ومن البديهي ان يشعر كافاني الذي سجل 27 هدفاً في 75 مباراة مع منتخب بلاده، بالإحباط خصوصا انه وصل الى تشيلي وهو في قمة عطائه بعدما وجد طريقه الى الشباك في 13 مناسبة خلال المباريات الإحدى عشرة الاخيرة التي خاضها مع فريقه «باريس سان جرمان» في جميع البطولات. وقد تمكن المهاجم الاوروغوياني من التفوق حتى على زميله في نادي العاصمة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بعـــدما سجل 31 هدفا للنادي الباريسي خــلال الموسم الفائت مقابل 30 لـ «إبرا»، اخرها كــــان في نهـــائي الكأس ضد «اوكسير» (1 ـ صفر)، حين اكمل الثلاثية المحلية لفريقه.
لكن كافاني احتاج الى 53 مباراة ليسجل اهدافه الـ31، فيما خاض إبراهيموفيتش 37 مباراة فقط ما يجعل الاخير اكثر اهمية بالنسبة لـ «سان جرمان» من حيث الفعالية في الخط الامامي.
ما هو مؤكد ان كافاني استفاد الموسم الفائت من اصابة إبراهيموفيتش كي يخرج من الظل الاخير، وها هو الآن امام فرصة الخروج ايضا من ظل سواريز مع المنتخب الوطني (44 هدفا في 82 مباراة دولية)، خصوصا ان الخط الامامي لبلاده يفتقد الى نجوم من العيار الثقيل بوجود لاعبين مثل آبل هرنانديز او كريستيان ستواني.
سلبية فالكاو
خاض مهاجم وقائد منتخب كولومبيا راداميل فالكاو اكثر من 200 دقيقة في «كوبا اميركا»، لكن عداده لا يزال عند نقطة الصفر في البطولة القارية ما يفرض السؤال التالي: هل سيحتفظ به المدرب خوسيه بيكرمان اساسيا في التشكيلة؟
ففي ثلاث مباريات في دور المجموعات، صام فالكاو على مدى 225 دقيقة تحديداً ولم تسنح له سوى ثلاث فرص اثنتان منهما واضحتان ضد البرازيل وأخرى ضد البيرو، في حين لم يشكل اي خطورة في مواجهة فنزويلا.
اما زميله ومنافسه على مركز اساسي في التشكيلة فهو جاكسون مارتينيز الذي خاض 35 دقيقة فقط ونجح في صنع فرصتين، وتحديداً ضد البيرو عندما حل بدلا من فالكاو بالذات.
لكن حالة العقم التي يعيشها فالكاو في الآونة الاخيرة حيث لم يسجل ايضا سوى اربعة اهداف في 20 مباراة في صفوف «مانشستر يونايتد» الموسم الفائت اخرها في 31 كانون الثاني في مرمى «ليستر سيتي»، لم تغير من رأي مدرب كولومبيا الارجنتيني خوسيه بيكرمان الذي واصل تجديد الثقة بنجمه وذلك «لأنه يملك الموهبة» بحسب قوله.
وعلل بيكرمان قراره بقوله قبل المباراة مع البيرو: «في بعض الاحيان يجب الاعتراف بأن بعض اللاعبين يملكون افضلية على زملائهم وإن كانوا اقل توفيقا من هؤلاء ذلك لأننا نعرف القدرات التي يملكونها. اعرف ان الامر صعب لكن من المهم جدا مساندة اللاعبين الذين يملكون الموهبة».
ويبدو ان الـ67 هدفاً التي سجلها مارتينيز في صفوف «بورتو» في الدوري المحلي و13 في كأس البرتغال و14 في الكؤوس الاوروبية (دوري الابطال ويوروبا ليغ) لم تشفع له أقله حتى الآن في اللعب اساسيا.
وقال بيركمان في هذا الصدد «يجب معرفة انتظار اللحظة واستغلالها عندما تسنح» ربما في اشارة الى امكانية منح مهاجم «بورتو» المرشح الى الانتقال الى «اتلتيكو مدريد» الإسباني في الايام القليلة المقبلة، الفرصة امام الارجنتين.
ويرد مارتينيز بالقول من دون اي مواربة بعد انتهاء المباراة ضد البيرو «لو كان الامر بيدي، لكنت تواجدت دائما على ارضية الملعب».
واذا كان مارتينيز لم يقنع المدرب بأحقيته في اللعب اساسيا بعد ان شارك في تسع دقائق ضد فنزويلا واحتياطيا ضد البرازيل وفريقه يستعد لمواجهة الارجنتين، احد ابرز المنتخبات المرحشة لإحراز اللقب يوم الجمعة المقبل، فإن عزاءه الوحيد يكمن في مساندة انصار المنتخب له وهم الذين هتفوا باسمه وطالبوا بمشاركته في ظل العقم الهجومي الذي يظهره فالكاو.