ما بعد فوز برشلونة …التاريخ يفتح أبوابه على مصراعيه

ما بعد فوز برشلونة …التاريخ يفتح أبوابه على مصراعيه

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١ يونيو ٢٠١٥

 أكمل برشلونة الاسباني سيطرته المحلية وحقق الثنائية بعد الفوز بكأس ملك اسبانيا إثر تجاوزه خصمه أتلتيك بلباو بثلاثة أهداف مقابل في المباراة التي جرت بينهما على أرضية الكامب نو في مدينة برشلونة.
لم يكن فوز برشلونة بكأس الملك مفاجأة أبداً ، فالفريق في أحسن حالاته  بدنياً وفنياً ، يحقق الأهداف والانتصارات بالجملة ويتألق أفراده مجموعة وفرادا،ويكفي هدف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ليثبت ذلك. فرح برشلونة ليس بلقب ، بل بتاريخ قد فتح على مصراعيه أمام الجميع أولهم الأرجنتيني الذي بات يستطيع قيادة الفريق لسداسيتين تاريخيتين، مروراً بتشافي وإنيستا وبوسكيتس وسواهم الذين سيشهدون على عصر ذهبي ثان لبرشلونة وهو الأمر الغير مسبوق ، انتهاء بالمدرب الذي أبخس الجميع قدره وكان أقرب أن يكون كبش فداء وهو الآن غير قابل للمس إلا بحركة جنونية .

برشلونة سيتحول إلى فريق تاريخي ، لا لأنه كتب التاريخ مرة بل مرتين، حيث سيصبح الفريق الوحيد الذي عاش فترتين ذهبيتين في أقل من عشر سنوات وهو الأمر غير المسبوق.وسينتقل بارتوميو بخيارته من أفشل رئيس ناد إلى أنجحهم ، وسيواجه لابورتا بقوة لم يتوقعها الأخير حيث ستتعقد مهامه بشكل كبير بعد أن كانت سهلة وميسرة في إحدى فترات هذا الموسم، كما ستثبت مدرسة برشلونة أنها الأقدر على تخريج الابطال وسيثبت النادي الكتالوني أن ما حدث أيام جوارديولا ليس طفرة أو صدفة بل هو أمر ناتج عن تخطيط طويل قابل للتكرار في أي وقت ،ولكن …

كل هذا المجد وهذا التاريخ مرهون بأمر واحد …الانتصار على اليوفي في نهائي برلين …الفريق الإيطالي يمتلك من الطموح والعزيمة ما يجعله عقبة حقيقية في وجه الكتلان وإن كان الجميع يرى أن كفة ميسي ورفاقه راجحة بكل المقاييس. فاليوفنتوس خلال هذا الموسم كان حصاناً أبيضاً في إيطاليا وأسوداً في أوروبا حيث لم يتوقع له أحد أن يكون في برلين في ظل ما تعيشه الكرة الإيطالية .

تمتلك السيدة العجوز نفس طموح برشلونة ، فهو فائز بالثنائية للمرة الأولى منذ زمن طويل جداً ، وتفصله مباراة واحدة عن الثلاثية ليكون ثاني فريق بعد الإنتر ، ومدربه الذي عانى من الاستخفاف طويلاً يمتلك القدرة على أن يكون مدرب إيطاليا الأسطوري والوحيد  الذي حقق الثلاثية على اعتبار أن من حققها قبله كان برتغالياً وهو جوزيه مورينيو.وبعدها يصبح الطريق مفتوحاً أمام السداسية ليصبح ثاني فريق في التاريخ يكتبها. مكاسب كهذه تجعل اليوفنتوس خصماً صعباً جداً، ويكفي أن نتذكر أن اليوفي لم يهزم سوى في لقاء واحد من أربع لقاءات خاضها  أمام   الفريقين اللذين وصلا للمباراة النهائية في الموسم الماضي، ونعني هنا أتلتيكو مدريد وريال مدريد.

التاريخ يفتح أبوابه على مصراعيه ، لكن ليس أمام برشلونة وحده بل أمام اليوفي كذلك الأمر، وفوز الكتلان بالأمس يضعنا أمام مباراة للتاريخ بكل ما للكلمة من معنى يوم السبت المقبل، كرم كرة القدم غير محدود ..والمستفيد الأول هو نحن كمشاهدين ومراقبين .