مازلنا قادرين على الانتظار..

مازلنا قادرين على الانتظار..

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ١٧ فبراير ٢٠١٥

سنتمنى كثيراً وسنملأ حدقتي العام 2015 بأمنياتنا ولو جاء معظمها مكرراً لما فعلناه في مثل هذه الأيام من العام الماضي.
من حقنا أن نتمنى في العام 2015 منتخبات وطنية ناجحة مئة بالمئة وكل من يعمل بها يعطيها الجهد صادقاً ومخلصاً متخلياً عن أي مصلحة شخصية ومبتعداً عن أي هدف ذاتي ومتحلياً بروح عالية من المسؤولية والحس الوطني المتوهج.. ومن حقنا أن نجد بيننا من يمتلك الجرأة للإشارة إلى تقصيره وأخطائه قبل أن يفعل ذلك غيره.
حتى الآن مازلنا نعمل على مبدأ الهروب بمدلولاتها الكثيرة.. نهرب من مواجهة أنفسنا ومن مواجهة الآخرين لنا ونهرب من الاعتراف بواقعنا فنحمل هذا الواقع ما لا طاقة له بحمله ولهذا نصدم بالنتائج في معظم الأحيان.
مازلنا حتى الآن نعوّل على الظروف انفراجات لم تأت حتى الآن.. ننتظر أن تحل الأيام مشكلاتنا الرياضية من تلقاء نفسها.. وننتظر أن تتراجع مستويات الفرق الأخرى لنفوز عليها.. وننتظر أيضاً أن يشارك ثلاثة لاعبين فقط في مسابقة معينة لنضمن إحدى ميدالياتها.. وننتظر كل عقد من الزمن أن يأتي بطل (طفرة) ليذكر العالم بأن رياضتنا مازالت على قيد الحياة.
الشيء الجميل هو أننا مازلنا قادرين على الانتظار ومازالت لدينا القدرة على التفاؤل بالمستقبل رغم كل ما استهلكناه من هذه القدرة..
كل ما نتمناه حقاً ألا نهدر عمرنا انتظاراً وترقباً..
منذ أن داعبنا كرة القدم ونحن ننتظر وصولها إلى نهائيات كأس العالم وكل ما فعلناه خلال العقود الماضية هو أننا لم نحرم أنفسنا من متابعة النهائيات العالمية على شاشة التلفزيون ونختار من بين المنتخبات المتأهلة من يعوضنا عن غياب المنتخب فنشجعه ونتعاطف معه.
لم يُجدب زماننا الرياضي إلى هذه الدرجة والطفرات التي مازلنا ننتظرها ومضت في فترة سابقة فذقنا طعم ذهب وفضة الدورات الأولمبية مرة هنا ومرة هناك وسجلنا اسم رياضتنا في بعض بطولات العالم بأحرف من ذهب.
كل هذا حدث لكننا لم نرتوِ ومازال ظمأنا لتدفق الإنجازات الرياضية كبيراً.
نتمنى ونطمع أن يكون رياضيونا من بين المرشحين للفوز باستمرار في جميع البطولات التي يشاركون بها وألا تكتفي بالذهاب إلى آخر بلاد الدنيا لتلعب مباراة من ثلاث دقائق ونعود بخفي حنين بعد أن نكون قد دفعنا ثمن هذه الخسارة مئات الآلاف من الليرات السورية تحضيراً وإعداداً ونفقات سفر ومشاركة.