“في أرق الكلمات” للشاعر سليمان السلمان قصائد يسكنها الحزن

“في أرق الكلمات” للشاعر سليمان السلمان قصائد يسكنها الحزن

شاعرات وشعراء

السبت، ٢١ فبراير ٢٠١٥

في أرق الكلمات مجموعة شعرية جديدة للشاعر سليمان السلمان اختلفت في معانيها ومواضيعها بين مواضيع إنسانية اعتمدت رؤى الشاعر الخاصة وبين محاولات فلسفية تطرح مقاربات بين ما يريده الشاعر وما هو موجود في الواقع حيث اعتمد الشاعر أسلوب التفعيلة التي شملت كل نصوص المجموعة بنمط واحد لكل القصائد فطغت الفكرة على العاطفة خلافا لما تتبناه التفعيلة الشعرية في تركيبها البنيوي.

وللحزن مكان واسع في قصائد السلمان على حساب العاطفة التي تعتبر من اهم اسس الشعر التركيبية فجاءت القصائد محكومة بالرموز والأفكار ومسكونة بالموسيقا الجافة بعد أن حاول الشاعر الحفاظ على مستوى نصه الفني مستبدلا العاطفة بالدلالات التي استخدمها للوصول إلى هدفه الإنساني… يقول “في أرق الكلمات”..

حلما كنت هناك

قرب رصيف يمتد إلى…

ونظرت نجوما زرقا حمرا

وتوهجت من القهر

يسقط الشاعر أساطير الماضي على نصوصه الشعرية ليستكشف مدى الكارثة الإنسانية التي نعيشها معتبرا أن الحاضر لا يختلف كثيرا عن الماضي فهو مولود منه وأن ما يفعله الإنسان اليوم لا يختلف عما كان يدور في قرية سدوم التي اتصف أهلها بالظلم منذ آلاف السنين يقول في نصه “ماض بلا ماض”..

مالي على الولع القديم سوى روءى

شامية طورا وطورا من سدوم

فتوى دم ملعونة

ونقيق اغنية تثير الملح

في عنقود دالية الكروم

وتظهر دمشق في نصوص الشاعر بجمال أخاذ موشى بالصور ومعتق بالأصالة عبر ما استعاره السلمان من الكون والطبيعة وفق نغمة موسيقية أتى بها لمصلحة الموضوع مقيدا نصه الشعري بالراء الساكنة ليقف على حدود حبه الكبير الذي خص بها الفيحاء… يقول في قصيدة “دمشق الكون”..

يقف الفجر على حافات العتمة

يلثم شمسا ويسوق نهار

مشرعة ابواب دمشق… وراكضة نحوي …

أعرف مجد الدنيا يهزأ بالأسوار

ويرى السلمان أن الإنسان عندما يطغى عليه الحزن لا يمكن أن تخفف منه فرحة عابرة أو محاولة لتصحيح مسار ما حصل فثمة جراح لا يمكن أن تبرأ بعد أن تصل إلى وجع كبير… يقول في قصيدة “قف قف” ..

قف قف عن السؤال

واخنق الجواب

فدمع المحزون لا يطفئها الشراب

وصدرك الكتاب … احفظ به ما شئت واحذر أسطر السراب

ويمزج الشاعر عوامل الطبيعة بنزعته الإنسانية ليشكل رؤيا يعالج من خلالها الأم الغربة والريح التي استعارها ليدل بها على من قام بظلمه وأنه السبب بكل ما صادفه من اشكاليات الحياة يقول في قصيدة… “هذه الريح العنيدة”..

هذه الريح العنيدة ضيعتني

حين ألقتني بأحضان الضباب

تركتني في شغاف الليل أشتاق لظلي.. في انتظار الصبح .. في حلم الغياب.

ويحاول السلمان أن يجمع بين الشعر وتطلعاته الإنسانية متسائلا عن الأسباب التي غيرت الحياة ليصل إلى الأزمة التي يعيشها الإنسان السوري بسبب الجرائم والمؤامرات التي يحيكها الغرب وينفذها المجرمون… يقول في قصيدة “حيرة الأسئلة”..

لماذا يصير الجواب سؤالا… وتبقى على حيرة …كمرايا مقعرة بالجراح ..لماذا الكلام عذاب الجراح…. لماذا الكلام عذاب الشفاه …. سماء الحديد لهم… وسماء التراب لنا … وفسفورهم انجم النار … في برقه لحم اجسادنا.

يذكر أن الكتاب من منشورات دار الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في مئة وثلاث وثمانين صفحة من القطع المتوسط.

محمد الخضر