الشاعر محمد إبراهيم حمدان.. تجربة شعرية قوامها الجمال والإبداع بالصورة

الشاعر محمد إبراهيم حمدان.. تجربة شعرية قوامها الجمال والإبداع بالصورة

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١١ نوفمبر ٢٠١٤

الشاعر محمد إبراهيم حمدان مطبوع بموهبة حقيقية أضاف إليها كثيرا من الثقافات ولاسيما الشعرية فكان نتاجها شعرا تميز بامتلاك الأسس والعاطفة فلم ينقصه شيء من مقومات الشعر وذلك عبر كل أنواعه وأشكاله.

وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال حمدان اتفق الجميع على أن لكل من الشعر والنثر خصائصه وجمالياته ودوره في التعبير عن الأفكار والآراء والقضايا لكن الشعر احتفظ بالجمال والبلاغة والإبداع بالصورة والإحساس المرهف مجتمعين.

والشعر عند صاحب مجموعة البركان شكل من أشكال الانتماء رغم أنه يكتب الشعر الحديث ورغم إيمانه بأن الشعر بستان تتنوع أزاهيره كما يؤمن بمقولة أعطني كلاما جميلا وسمه ما شئت إلا أنه يحاول منذ البداية قراءة ما بين السطور كي لا يضيع التاريخ بين الركام.

ورأى حمدان أن الشعر هوية وقضية ومن لا يستطيع أن يعيش قضيته لا يستطيع أن يترجم هويته وعندما يكون الأمل والألم وجهين للحياة لا تستقيم بدونهما فمن واجب الشاعر أن يمتلك القدرة على التعبير عنهما دون أن يشكل ذلك عبئا عليه وهذا يتوقف على أدوات الشاعر وقدرته على التعامل معها.

وتابع مؤلف مجموعة “أحبك أولا وأخيرا” ليس ثمة من شعر دون مشاعر والعشق سر الجمال والجمال فاتحة العشق الأولى وعندما يتوقف نهر العشق الأزلي عن التدفق تموت كل مظاهر الجمال في الروح والجسد والوجود معتبرا أن كلمة العاشق هي النغم الأحلى على أوتار القلوب ومن هنا كان ارتباط الشعر بالمشاعر.

وبين حمدان أنه عندما تسمو العاطفة عن نزواتها تتألق الصور والدلالات وتبدو مقومات القصيدة واضحة جلية وتتقاطع أبعاد الرؤية لتكتمل اللوحة الشعرية ببلاغة التعبير وأناقة الصورة ووجدانية الدلالات التي تتكامل مع سواها في خلق القصيدة المعبرة عن بصيرة الشاعر قبل بصره.

أما عن الحداثة فهي برأي شاعرنا مسالة نسبية والشعر الجميل بقديمه وحديثه لا يمكن إلا أن يكون جميلا بيد أن الخروج على القواعد والقيم والأسس والأصول أصبح قاعدة لهذا الزمن موضحا أن الثقافة السائدة سكبت على شواطئ عقولنا وبحور شعرنا كل ما في الكون من زبد وجفاء وذلك بفعل أسماء أسهمت في حرف مسار الثقافة إلى اللاثقافة والمثقف إلى اللامنتمي إلى الثقافة.

وبحسب رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس فإن الأدب بشعره ونثره الذي ظل رسالة سامية لقرون أثر عليه عصر الشعارات والفوضى المختلقة وبدا الصراع بين الغث والسمين وبدأت مهمة الترويج الإعلامي على مستوى الوطن العربي لكل ما هو دخيل وبديل للهوية والقضية الأدبية تحت وطأة الغزو الثقافي الذي حسب اعتقاده شكل ولا يزال أخطر أنواع الغزو عبر التاريخ.

وعن أسباب ابتعاد المثقف عن المنابر قال حمدان هناك فارق حقيقي بين مثقف مطبوع ومثقف مصنوع والمنابر لا تصنع ثقافة ولا مثقفا مالم يكن لديه الرؤية والرغبة والاستعداد والمقومات المحددة لمشروعه الثقافي القادر على الاستمرار.

ولعل من مساوئ السياسة الثقافية عبر سنوات كما يراها أنها ركزت على الكم بدل النوع وتطبيق سياسة التنفير والتي أدت إلى إحجام المبدع الحقيقي وابتعاده عن الأضواء ما سهل تسلل التيار التكفيري إلى مجتمعاتنا بغياب جبهة ثقافية قوية.

ويختم حمدان بسؤال هل يعقل أن يكون القائمون على المؤسسات الثقافية من الذين لا يمتون إلى الثقافة بصلة ما جعله برأيه من الأسباب الرئيسة للانهيار الفكري الذي أصاب العديد من الشرائح داعيا إلى بناء الإنسان فكرا وممارسة قبل بناء الجدران.

يذكر أن الشاعر محمد ابراهيم حمدان رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب ينشر في الصحف والدوريات وله ست مجموعات شعرية مطبوعة.