دمعة يتيم..شعر: محمد خالد الخضر

دمعة يتيم..شعر: محمد خالد الخضر

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٣ أغسطس ٢٠١٤





يتامى يا أبي ... صرنا يتامى
وما عشنا المحبة  والسلاما

أتدرك يا أبي لازلت أرعى
عهودك  والمروءة والذماما

وجاء الذئب يأخذني بعيداً
أنا وأحبتي  تهنا انقساما

نجمع بعضنا يا أبتاه حتى
تلافينا الضغائن والخصاما

أبينا أن نسير إلى خنوع
ونأكل  في مسيرتنا حراما

أتذكر كم حملت هموم قوم
وقاسمت الثكالى والأيامى

ولاذ بجانبي  جار جريح
فما أنقصت للجار احتراما

كأني يا أبي أمضيت عمري
على تعب  فأغرقه انهزاما

تلاحقني الفضيلة  في طريقي
وتشبعني  رزايا وانتقاما

فمسخ صار يمنحنا وعيداً
ووغد صار يهدينا الكلاما

ونخطف دون أن ندري بشيء
يورطنا ولا ندري إلاما

ويسلبنا صديق ما لدينا
أولئك يا أبي  كانوا كراما

يعدون المناسف  للغريب
على غدر إذا ما الضيف ناما

على وهم التحرر كل نذل
وجاسوس  يبعثرنا اقتحاما

ويطلع فجأة  بطل عظيم
يقال بأنه غلب العظاما

ونصّب نفسه وارتاح فينا
وقال وحوله  فرض الزحاما

سأهديكم بطولات ونصراً
وأملؤكم خراباً أو سخاما

فرحنا مسرعين وما سألنا
لماذا أحكموا فينا اللجاما

وصرنا ضفتين على مسار
وما اعتدل الطريق وما استقاما

أليس "الأخ"  من أهدى قديماً
مفاسده إلينا يا "نشامى"

أليس الآخر العالي جناباً
رتيبا أين خبأها وقاما

وأفتى آخر حتى ارتكبنا
مجازرنا وصلى ثم صاما

كلانا يلتقي بوطيس عار
وتركيا تعلّمنا النظاما

وثمة دولة أخرى تمادت
ونحن وراءها نمضي لزاما

وقد ضاع الطريق كما أراها
توزع  في مرابعنا الظلاما

ثعالبنا على الجرحين تأتي
تساقط يا أبي عنا اللثاما

وتجار الدماء تمد سوقاً
وتمنحنا الوصاية والوساما

وأصبح للهلال جميل شكل
فأحمره على  السرقات هاما

أرى الدجال يأتي من شمال
وصوت الحق قربي قد ترامى

وإسرائيل صارت  قاب قوس
وذئب الحي  قد أضحى إماما